أمازيغ بريس

الأمازيغ، القذافي وسيادة الدولة المغربية

بواسطة afra يوم lundi 28 février 2011 | 10:19

الأمازيغ، القذافي وسيادة الدولة المغربية
يبدو أن علاقة النظام الليبي بأمازيغ شمال إفريقيا قد بدأت تتخذ أبعادا خطيرة، فالأخ العقيد « بطل ثورة الفاتح بالجماهيرية العربية الليبية الشعبية العظمى »، و »ملك ملوك إفريقيا »، قد جعل من القضية الأمازيغية انشغالا يصل إلى حدّ الهلوسة، ومن الفاعلين الأمازيغيين داخل ليبيا و خارجها ألذ أعدائه و أكثرهم خطرا على الأمة و الوطن، و هذا ما جعل ديوان شعر أو أغنية أمازيغية تصبح أخطر من السلاح، ويعاقب عليها في ليبيا كما يعاقب المجرمون العتاة، فالمرء لا يصدق أن فنانا أمازيغيا ليبيا اضطر للمجيء إلى المغرب، لكي يسجل شريطا صوتيا بأكادير، غير أنه فوجئ عند عودته إلى ليبيا بخمس سنوات سجنا في انتظاره، كما لا نصدق كيف أن خطبة جمعة بالأمازيغية ستحرق بسببها بيوت وتهدم أخرى ويعاقب أشخاص أشد العقوبات. في ليبيا كل شيء ممكن، فالأخ القائد لا يحبّ أن يسمع بالأمازيغ، الذين يعتبرهم قوما انقرضوا وبادوا منذ ألاف السنين بسبب جفاف يرى الأخ القائد بأنه استمر في شمال إفريقيا مائة سنة نتج عنه انقراض قبائل الأمازيغ الذين ورثهم في أرض شمال إفريقيا قبائل من العرب العاربة جاءت من الشرق وعمرت هذه « الأرض الخلاء »، لا مجال بالطبع للنقاش مع الزعيم الليبي الذي لا يخطب إلا ليحسم في أمر بشكل ماحق لا يقبل الرد أو النقاش.

والحقيقة أن هذا كله لا يدهشنا ولا يثير استغرابنا، فنوادر الأخ العقيد أصبحت موضوع تندّر وسمر لدى الجميع كالنكات تماما، وحكايته عن الأمازيغ الذين بادوا وانقرضوا ستنضاف إلى مقترحه التاريخي حول « إسراطين » واكتشافه العجيب للـ »الشيخ زبير »، غير أن ما يثير حقا امتعاضنا هو موقف السلطات المغربية المتخاذل والإنبطاحي، إلى درجة أننا بدأنا نعتقد في أن حكام المغرب قد بدأوا فعلا يؤمنون بقصة « ملك ملوك إفريقيا »، فقبل مدة بعث المغرب بتجريدة عسكرية بكاملها للمشاركة في احتفالات « ثورة » القائد التي لم تكن إلا انقلابا عسكريا، ليفاجأ ممثلو الحكومة المغربية بزعيم البوليساريو جالسا في الصفوف الأمامية وهم في الخلف وراءه، وقبل شهور اتجه وفد من المغاربة شارف المائة نفر، جلسوا مطأطئي الرؤوس أمام مهابة وجلال الزعيم الليبي، واستمعوا لمدة أربعين دقيقة لأقاويله ووصاياه وتعليماته التي كانت تشريفا لهم وتطهيرا ، كيف لا وقد أنعم عليهم بالنسب العربي الشريف، وأثبت براءتهم من « البرابر » الذين انقرضوا بعد قرن كامل من الجفاف الذي عرفته شمال إفريقيا في غابر الأزمان. وكانت خلاصة اجتماعهم بالحاكم العسكري أن عليهم أن يعيدوا النظر في كل ما تقرر من أجل النهوض بالأمازيغية، وأن يغلقوا القنوات الإذاعية والتلفزية التي تتكلم بالأمازيغية وأن يسحبوا هذه اللغة من التعليم، لا لشيء إلا لأن الأخ القائد قرر ذلك وارتآه بحكمته. ومن جانب آخر فقد أمر الزعيم الليبي بترحيل المعارض فتحي بنخليفة من المغرب الذي عاش فيه خمسة عشر عاما وطرده إلى الخارج، وهو ما قامت السلطات المغربية بتنفيذه على الفور إرضاء للعقيد. وفي الأيام الأخيرة فقط، قامت السلطات الليبية باختطاف باحثين من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ذهبا في مهمة بحث بتونس و ليبيا حول آثار الأمازيغ، والذين اختفيا لما يقرب من سبعة عشر يوما، ليتم الإفراج عنهما بدون أي تبرير أو اعتذار.

كيف يجرأ مائة مغربي على السماح لزعيم دولة أجنبية بالتدخل في السياسة الداخلية لوطنهم، وكيف عادوا إلى بلدهم وسكتوا عن الكلام المباح ؟ هل المغرب دولة مستقلة ذات سيادة أم أنها من حيث لا نعلم دخلت تحت سلطة « ملك ملوك إفريقيا » تأتمر بأوامره في غفلة منا ؟ لماذا تمنع السلطات المغربية أي تظاهر أو احتجاج ضد القذافي ؟ هل انضاف إلى مقدسات المملكة دون علمنا ؟ كيف تمتدّ يد الزعيم الليبي إلى المغرب ليعاقب من أراد دون راذع ؟ كيف يختطف مواطنان مغربيان بليبيا دون أن يتمكن سفير المغرب من معرفة أي شيء عنهما لمدة أسبوعين، مع العلم أن مهمته هي مقابلتهما والإطمئنان على صحتمهما ومعرفة مكان تواجدهما بوصفه ممثلا للدولة المغربية في ليبيا ؟

إنّ ما يصدر عن الحاكم الليبي من تصريحات تخصّ موضوع الأمازيغية، بما تحمله من أغاليط وتخريجات غريبة، و ما تتتخذه السلطات الليبية من مواقف و تدابير قمعية وتسلطية ضد مواطنين مغاربة أمازيغيين وضد معارضين لها بالمغرب، يعدّ تدخلا سافرا وغير مهذب في السياسة الداخلية للدولة المغربية، ومسّا بسيادتها، و هي الدولة التي قطعت بعض خطوات ـ ولو بطيئة ـ في الانتقال نحو الديمقراطية والمصالحة الوطنية، والتي أدرجت منذ تسع سنوات، في إطار توجهات سياسية جديدة، موضوع الأمازيغية ضمن اهتماماتها السياسية الكبرى كقضايا الصحراء والمرأة وماضي الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

إنّ ما عبر عنه العقيد الليبي غير ما مرة من مواقف عدائية وعنصرية تخلو من التبصر والحكمة وواجب التحفظ، ويطبعها العنف الرمزي ضدّ الأمازيغ وحضارتهم وهويتهم، هي بمثابة حث مباشر على الكراهية والميز، وسعي إلى تصدير النموذج القمعي للنظام الليبي إلى البلدان المجاورة التي تتطلع جميع قواها الحية إلى التحرر والديمقراطية، كما يعبر عن استمرار الطموحات الخيالية للعقيد الليبي في ممارسة الوصاية على شعوب الجوار والحلم بأمبراطورية واسعة تحت إمرته و حكمه.

إنّ أوضاع الأمازيغ في ليبيا ما زالت تخضع لسياسة الحصار والحظر التامّ التي جعلت من هويتهم نوعا من المحرم السياسي الذي لا يُسمح بإثارته أو البت فيه مطلقا، حيث تتعامل السلطات الليبية مع مظاهر التعبير الأمازيغية عن الهوية والثقافة الخصوصية و مع الفاعلين الأمازيغيين بأسلوب عقابي وحشي لم يتغير، إذ يصل الأمر إلى حدّ مداهمة البيوت وإحراقها واختطاف الأشخاص وتعذيبهم، وهو ما تنبهت إليه مؤخرا منظمة العفو الدولية التي أصدرت بيانا شديد اللهجة في الموضوع، كما تتهيأ حوله حملة دولية يقودها معارضو النظام الليبي في أوروبا.

إنّ موقف الحكومة المغربية أمام الضغوط الليبية التي تعمد في العديد من القضايا إلى الإبتزاز باستعمال قضية الصحراء والمساومة والتهديد والسعي إلى خنق حرية الإعلام والصحافة في بلادنا وطرد معارضين ليبيين مقيمين في المغرب، لا يعدّ موقفا مشرفا، كما أنه يتعارض مع مبادئ السيادة ومع تقاليد المغاربة و قيمهم.

من هذا المنطلق، ولصدّ غلواء الهيمنة الليبية فالسلطات المغربية مدعوة إلى الحرص على حفظ السيادة المغربية واحترام مشاعر المغاربة، وتقوية دعائم الوطنية المغربية على أسس المواطنة الحقة وتعميق مشاعر الإعتزاز بهويتنا الوطنية بكل مكوناتها عبر الدستور والتعليم والإعلام والمجالات السوسيوثقافية وكل المرافق الأخرى.


أحمد عصيد

تاريخ الأمازيغ "قبل الإسلام" ..! حضارتنا نفتخر بها !!

بواسطة afra يوم dimanche 27 février 2011 | 15:06

تاريخ الأمازيغ "قبل الإسلام" ..! حضارتنا نفتخر بها !!
صورة لأمازيغ التمحو

لمحة عن تاريخ شمال إفريقيا القديم – تامزغا
لقد كان شائعا أن المغرب عاش قبل دخول الإسلام في ظل حضارات وفي كنف أمم غريبة بنت حضارتها على أرض المغارب، ولم يكن للأمازيغ أي دور فيها، ولم يستطيعوا تأسيس أنظمة يتم من خلالها تسيير شؤونهم السياسية والاقتصادية، الاجتماعية لكن واقع الأمر ليس كذلك ، والتاريخ يؤكد أن الأمازيغ تركوا بصمات واضحة في الحضارات المتعاقبة على شمال إفريقيا، بل تجاوزوا ذلك إلى بناء حضارات ودول خاصة بهم بالمنطقة كان لها نظامها السياسي والاجتماعي، والمعروفة في التاريخ ب ” المماليك الأمازيغية”. وسنعمل على تبيين بعض الملامح العامة لهذه المماليك وكذلك الإشارة إلى بعض الملوك الأمازيغيين اللذين تركوا أعمال كبرى ومنجزات عظيمة وذلك بإيجاز لأن هذا الموضوع جد ضخم وواسع جدا لأنه يتناول فترة قديمة وتتميز بقلة المصادر وانعدامها ولكن من أجل أن نبين صيرورة نضالات الإنسان الأمازيغي.

و مع توالي الأعوام والسنين تأسست دولة منظمة كانت عاصمتها في الجزائر قرب قسطنطينة الحالية، وهي المعروفة في التاريخ باسم ” نوميديا” لتنقسم بعد ذلك إلى قسمين:نوميديا غربية وتمتد من وادي ملوية على حدود موريطانيا إلى شمال قسطنطينة بالجزائر ويحكمها أمير يدعى سيفاكس.نوميديا شرقية تمتد حدودها من شمال قسطنطينة إلى حدود قرطاج، وأميرها يدعى ” كايا” ليوحدها ” سيفاكس” فيما بعد .و في سنة 208 ق.م برز ” ماسينسا” كملك قوي تغلب على سيفاكس وأنشأ دولة تمتد من خليج certa شرقا إلى حدود موريتانيا غربا وقد عرفت إزدهارا كبيرا حيث تم سك العملة وإنشاء أسطول وإصلاح زراعي.

و قد لخص الباحث محمد شفيق تاريخ وحضارة المماليك الأمازيغية التي عرفتها منطقة شمال إفريقيا، ويؤكد على أن هذه المماليك كانت تتميز باستقلال نسبي عن الخصوم التاريخيين للأمازيغ، فقد عرفت المنطقة ملوكا ، نذكر هنا بعضهم.+ الملك سيفاكس، المسايسلي، المتوفي سنة 203 ق.ممملكته كانت تمتد من تخوم أراضي قرطاجة إلى موريتانيا، كانت لمملكته عاصمة شرقية هي ” certaسيرتا” وعاصمة غربية حيث كان يقيم هي سيكا ، كان في أول أمره زعيم قبيلة تغلبت على قبائل أخرى، فنظم الجيش وضرب العملة بإسمه.كانت له علاقات ديبلوماسية مع قرطاج وروما وكان يعتمد في ممارسة سلطته على مساعدة زعماء قبائل المجاورة.لعب دورا كبيرا أثناء الحرب البونية الثانية، حيث كانت كل من روما وقرطاجة ترضي سيفاكس وتحاول أن تجره إلى جانبها، فسعى للإصلاح بين الطرفين، ولم ينجح بسبب تعنت روما، مما جعله يختار جانب قرطاج بعد زواجه بإحدى بنات أعيانها ” صوفينسا”لكن الرومان اتجهوا إلى خصمه ومنافسه المازيلي، الملك الشاب الطموح ” ماسنيزا” الذي سيحارب ” سيفاكس” حيث سيتمكن من هزمه وأسره .+ الملك ” ماسنيزا” المازيلي ( 240-148 ق.م)كان هذا الملك ذو كفاءة حربية عالية حيث تمكن من هزم سيفاكس، وساند الرومان في حربهم ضد أمهر جنرال عرفه التاريخ القديم، جنبعل القرطاجي في معركة ” زاما” المشهورة سنة 202 ق.م كان صاحب مقولة ” إفريقيا للأفارقة” المشهورة حيث كان يكره قرطاج مما جعله يتحالف مع الرومان، مع إضمار غايته القصوى في نفسه، وهي إنشاء مملكة أمازيغية مستقلة.وسع مملكته من وادي ” مولوتشا غربا إلى أراضي طرابلس شرقا، واعتمد على وسائل متنوعة للحفاظ على تماسك مملكته، أي المصاهرات والتعاهد مع زعماء القبائل، وجبى الجبايات وفرض الخدمة العسكرية، وشجع السكان على تعاطي الزراعة والاستقرار، وأنشأ أسطولا حربيا ونشطت الحياة الفكرية والفنية والمادية.كان نموذجا من النماذج الأمازيغية القديمة وقد ساعده على ذلك بقاءه على العرش ما يقرب الستين سنة من حوالي ( 205 إلى 148 قم) + الملك يوكرتن:وهو حفيد ” أكليد” ماسنيزا، تصدى للرومان سنة 122 ق م واستمرت الحرب بينهما زمنا طويلا إلى أن أسره الرومان سنة 105 ق م ليسجنوه بروما ويقتلوه بعد ذلكو يسجل عنه أنه كان شديد المعارضة لسياسة روما التوسعية وقد سبب لها مشاكل عديدة وهزات عنيفة كان صاحب القولة المشهورة، “روما أيتها المدينة المعروضة للبيع أنت هالكة لو تجدين مشتريا”

لقد كان المغرب يخضع للحكم الروماني قبل دخول الإسلام، إلا أن النفوذ الروماني كان مقتصرا على بعض الجيوب الساحلية، وكان الأمازيغ يواجهون ثوراتهم وتمردهم ضد هذه المواقع التي لم يستطع الانتشار في المناطق الداخلية التي احتفظت باستقلالها، في إطار كونفدراليات قبلية وقد عرف المغرب مجموعة من الديانات قبل الفتح الإسلامي كالمسيحية في الشريط الساحلي الشمالي خاصة المذهب الدوناتي ، الذي كان يهدف إلى الثورة والاستقلال عن السلطة الرومانية. كما عرف المغاربة الديانة اليهودية وكان معتنقوها في مناطق آهلة كقبائل الأوراس وسوس، وإضافة إلى بعض الديانات الأخرى كالوثنية .كانت الوضعية السياسية متدهورة، حيث انتشرت الحروب بين القبائل، وبين هذه الأخيرة والجيوش البيزنطية مما سهل مهمة الجيوش العربية في حروبها ضد الأمازيغ، وضد الرومان. وكخلاصة فإن المغرب قبيل الفتح الإسلامي كان فاقدا للوحدة الدينية، والوحدة السياسية، وبذلك الوحدة الاجتماعية.لقد إستمرت المماليك الأمازيغية في المقاومة والدفاع عن أرض شمال إفريقيا إلى أن تمكن الزحف الاستعماري الروماني من بسط نفوذه على المنطقة وذلك عند إغتيال الملك ” بطلموس” سنة 40 م ( وهو ابن الملك يوبا الثاني) وبموته إنتهت المماليك الأمازيغية القديمة لتبدأ مرحلة المقاومة الشعبية ضد الروم والبزنطيين وخلد التاريخ أسماء زعماء حرب كبار أمثال ” تاكفاريناس” و” أديمون” واستمرت المقاومة طوال عهود الاحتلال إلى أن تم القضاء على التواجد الروماني نهائيا بالمنطقة. لتأتي بعد ذلك مرحلة المقاومة ضد البيزنطيين فكانت المعارك أبرزها وقعت سنة 537 م و546 م و550 م، وهكذا استمرت المعارك بين الأمازيغ والمحتلين إلى مجيء الإسلام .




القذافي يريدها قبيله قرود

بواسطة afra يوم samedi 26 février 2011 | 12:50

الشعب الليبي البطل بدأ ثورته السلميه بالهُتافات المندده بالنظام والمطالبه بأسقاطه تصميمآ منه على بناء نظام ديمقراطي حر يتساوى فيه جميع المواطنين في الحق والواجب تقوده حكومه مدنيه منتخبه تحقق امال وتتطلعات الشعب الليبي ودستورآ للجمهوريه يَحفظ حقوق المواطنين ويضمن سياده الحريه والكرامه للشعب الليبي. مطالب سلميه مشروعه بامتياز نسمعها في زغاريت فتيات ليبيا صوتآ مدويآ للحريه ونراها في اكف واعين الشاب الليبي الذي اثبت انه فوق الاديولوجيات المهترئه شماعه الحكام الظّلمه ومنبر اكاذيبهم. شباب يريد وطن حر تُشاد به حضاره ومدنيه راقيه والقذافي يريدها قبيله قرود تنعدم بها المدنيه يسودها الظلم والافتراء يديرها مع ابناءه مزرعه خاصه بهم يخدم الشعب اليبي بها الاسره الحاكمه دون اي حقوق .
 كان على الفذافي ان يرحل بهدوء وأدب وان يحفظ شيئ من ماء الوجه يسجل له في التاريخ علامه فارقه الا ان القذافي الذي ابى ويأبى الخير والحريه والسلام للشعب ذهب في جنونه الى الامعان عميقآ في ذبح الشعب اليبي المسالم مستخدمآ كل ادوات القتل الفتاكه من الطائرات الحربيه الى المدافع الرشاشه بأيدي مرتزقه حُملت بطائرات شحن عسكريه ولتعيث فسادآ واجرامآ في كامل الديار الليبيه املآ في البقاء الابدي سيفآ مُسلطآ على رقاب الشعب. يبدُ ان القذافي سيبقى مستمرآ في الاكاذب وقتل الشعب بدم بارد الى ان يصاغ الى اسقاطه بقوه سواعد الشباب سقوطآ مدويآ ان نجا منه حيآ سيحاكم وسيدفع مع اعوانه ثمنآ باهضآ اقله حبل ثخين على ساريه قد يهدى بعدها لشعب عربي اخر يقود معركه الحريه الان.

اختصاصت الملك طبقا لمقتضيات الدستور المغربي

اختصاصت الملك طبقا لمقتضيات الدستور المغربي
يهتم الباب التاني من الدستور المغربي بتنظيم السلط المخولة للملك و التي يمارسها طبقا للقانون الدستوري ،الا أن مجموع الاختصاصات هاته نعتبر احتكارا للسلط لأنها تضم القواعد الأساسيية التي من ذونها لا يمكن أن تكون هناك دولة.و هي كالتالي:

الباب الثاني: الملكية

الفصل 19
الملك أمير المؤمنين و الممثل الأسمى للأمة و رمز وحدتها و ضامن دوام الدولة و استمرارها، وهو حامي حمى الدين و الساهر على احترام الدستور، و له صيانة حقوق و حريات المواطنين و الجماعات و الهيئات.

وهو الضامن لاستقلال البلاد و حوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة.

الفصل 20
إن عرش المغرب و حقوقه الدستورية تنتقل بالوراثة إلى الولد الذكر الأكبر سنا من ذرية جلالة الملك الحسن الثاني، ثم إلى ابنه الأكبر سنا و هكذا ما تعاقبوا، ما عدا إذا عين الملك قيد حياته خلفا له ولدا آخر من أبنائه غير الولد الأكبر سنا، فإن لم يكن ولد ذكر من ذرية الملك فالملك ينتقل إلى أقرب أقربائه من جهة الذكور ثم إلى ابنه طبق الترتيب و الشروط السابقة الذكر.

الفصل 21
يعتبر الملك غير بالغ سن الرشد قبل نهاية السنة السادسة عشرة من عمره، و إلى أن يبلغ سن الرشد يمارس مجلس الوصاية اختصاصات العرش و حقوقه الدستورية باستثناء ما يتعلق منها بمراجعة الدستور، و يعمل مجلس الوصاية كهيئة استشارية بجانب الملك حتى يدرك تمام السنة العشرين من عمره.

يرأس مجلس الوصاية الرئيس الأول للمجلس الأعلى و يتركب، بالإضافة إلي رئيسه، من رئيس مجلس النواب و رئيس مجلس المستشارين و رئيس المجلس العلمي الإقليمي لمدينتي الرباط وسلا و عشر شخصيات يعينهم الملك بمحض اختياره.

قواعد سير مجلس الوصاية تحدد بقانون تنظيمي.

الفصل 22
للملك قائمة مدنية.

الفصل 23
شخص الملك مقدس لا تنتهك حرمته.

الفصل 24
يعين الملك الوزير الأول.

و يعين باقي أعضاء الحكومة باقتراح من الوزير الأول. و له أن يعفيهم من مهامهم.

ويعفي الحكومة بمبادرة منه أو بناء على استقالتها.

الفصل 25
يرأس الملك المجلس الوزاري.

الفصل 26
يصدر الملك الأمر بتنفيذ القانون خلال الثلاثين يوما التالية لإحالته إلى الحكومة بعد تمام الموافقة عليه.

الفصل 27
للملك حق حل مجلسي البرلمان أو أحدهما بظهير شريف طبق الشروط المبينة في الفصلين 71 و 73 من الباب الخامس.

الفصل 28
للملك أن يخاطب الأمة و البرلمان و يتلى خطابه أمام كلا المجلسين، و لا يمكن أن يكون مضمونه موضوع أي نقاش.

الفصل 29
يمارس الملك بمقتضى ظهائر السلطات المخولة له صراحة بنص الدستور.

الظهائر الشريفة توقع بالعطف من لدن الوزير الأول ما عدا الظهائر المنصوص عليها في الفصول 21 (الفقرة الثانية) و 24 (الفقرات الأولى و الثالثة و الرابعة) و 35 و 69 و 71 و 79 و 84 و 91 و 105.

الفصل 30
الملك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية.

وله حق التعيين في الوظائف المدنية و العسكرية كما له أن يفوض لغيره ممارسة هذا الحق.

الفصل 31
يعتمد الملك السفراء لدى الدول الأجنبية و المنظمات الدولية،ولديه يعتمد السفراء و ممثلو المنظمات الدولية.

يوقع الملك المعاهدات و يصادق عليها غير أنه لا يصادق على المعاهدات التي تترتب عليها تكاليف تلزم مالية الدولة إلا بعد الموافقة عليها بقانون.

تقع المصادقة على المعاهدات التي يمكن أن تكون غير متفقة مع نصوص الدستور باتباع المسطرة المنصوص عليها فيما يرجع لتعديله.

الفصل 32
يرأس الملك المجلس الأعلى للقضاء و المجلس الأعلى للتعليم و المجلس الأعلى للإنعاش الوطني و التخطيط.

الفصل 33
يعين الملك القضاة طبق الشروط المنصوص عليها في الفصل 84.

الفصل 34
يمارس الملك حق العفو.

الفصل 35
إذا كانت حوزة التراب الوطني مهددة أو وقع من الأحداث ما من شأنه أن يمس بسير المؤسسات الدستورية، يمكن الملك أن يعلن حالة الاستثناء بظهير شريف بعد استشارة رئيس مجلس النواب و رئيس مجلس المستشارين و رئيس المجلس الدستوري و توجيه خطاب إلى الأمة ؛ و يخول بذلك، على الرغم من جميع النصوص المخالفة، صلاحية اتخاذ جميع الإجراءات التي يفرضها الدفاع عن حوزة الوطن و يقتضيها رجوع المؤسسات الدستورية إلى سيرها العادي أو يتطلبها تسيير شؤون الدولة.

لا يترتب على حالة الاستثناء حل البرلمان.

ترفع حالة الاستثناء باتخاذ الإجراءات الشكلية المقررة لإعلانها

أكاس نومازيغ

بواسطة afra يوم dimanche 20 février 2011 | 08:23

أكاس نومازيغ

أمطا أد إتاشكان

تاغوفي تكوري

دلعيون درنين

أتامونت أتاوركيت

ياكوك أوزمز

دونزكوم نم

مقار ياز إتيرا

درانين

أرتنت إتارا

أوول اينو بلا ران

تيفيناغ تاسكْلا

دوسمامي لاح اوال

ايوز إيتران

إيوِز إميار ايوز

ايغ إيزوك لعقل

ايغ إيزوك لعقل
ابسم الله ايعدل ايغسرسن بد يغي
نضالب ايربي سلعفو إيزضاراسني
أورد إسرا تنضامغ أولا أر نسهيطيري
اغايد اتعا ودغ ايساغ نيت جراني
اكيغ زود يان اوتبير إيكسان غيكي لعيوني
إيتابعاتن يان اوصياد إلا ياسن كيس أوسافاري
يوتانغ سلقرطاس أوراك فلاس نعولي
أوول اغانغ اساسوا ضربتي
اح أضربت ندو راد أور لا نت اسافاري
يان موتعاوادغ اطان اينو نان ايسكا تخلامي
اتيزي نتايري تزريمت ولا افود ايفلكني
ايغ نجمعا ديخفينو نيغ مايكا غايداسكرغي
اتيزي نلحيج دلويرذ ادلكمغ ارغكن سول اللعابي
يوف يان كنيوتن سلقرطاس يان أيك ايننان اويناغي
نكين أسافر إينو لان غيان اوجيكي
إمنعا فلاتنغ أورد إسا كوكني
إلان غيان أورثي ياتوين اورتن حكامغي
إلان يان لقفل نورغ اوردارنغ تساروتنسي
أوينو راكين أوكان داغ أوصوغي
إيغ ايكا يان أجيك إلين غوسغار أدور حدان أغاراسي
أتن اوريكس كار يان نغكا فلاسن لوحن أفوسي
ايغ ايمون واييس دوى أسيف فلن أغاراسي
مقار لان تساليوين نورغ إقاند اثنت ايلوح نغاك رزاني
ادانغ اوكان إسامح ربي غما دالهيغي
أمادريغ ادسلعابغ أييس اوريكان ويناغي
أ ماساسن غزانغ إسا تن كا تعدا بغي
أسي السيعر أوكان فور كبنك غين غتلعابمي
إيغاك ايرزم ايلجام اترسوت أدور تيليت ازربي
أولا إيغاك إيناقص العلف أتاك أورتلامتي
نكين منشك واييس ادزريغ غيلاد ايس كجلاني
سكفن تاكوست فلندي تاريكت ولا اركابنسن ايكلين أر ايتوهامي
ايهايا الدونيت ماسول كيتونت ايرجا ياني
يان موتنيت غساد قند تاكرورتنك ادورفاغنت اولينوني
اينايك ضوفات غير تينون إساغ كتحسادمي
أرجا فلله أيافكان تيويت غير شالا ستسوكتي
أورد إساكن تعيبغ اوينو إساك أوكان تنصاحغي
أولله أرداك نهدو لقلبنغ ايغاك كيسن أسافاري

(تاكراولا)



لتورة ..(تاكراولا)

إمازالن ار تازالن
أيليغ لكمن
أكنس نتوالا نيباون
...أيسفسرن اوال
نمُكورن إهياضن
فتايسا نورام
أرا فاسري مادارك
مقار أور مقار
أرا ماتريت أت أكيغ
أس إنا وايور
ينِيت إكِيدر ديِزيمْر
أمصر ترميت
أسموس دمراو...
إكي إمالاس نوسان
أدي تالن اكا ديزيكر
ايليغ رمين
إكالاسن أسْكرض اور سار إفال امون

ارتفاع ضحايا الويب كام و الهواتف النقالة عبر الأنترنت

بواسطة afra يوم samedi 12 février 2011 | 16:49

ارتفاع ضحايا الويب كام و الهواتف النقالة عبر الأنترنت


 



 


يلاحظ جميع متصفحي مواقع فديومثل يوتيب و الدالي وميتا كافي و 4 شارد و مواقع أخرى
      انتشار غير مسبوق لفديوهات يظهر فيها فتيات على الويب كام سواء بلباس عادي و يتم
وضعها بعناوين ساقطة أو فديوهات يظهرن فيها شبه عاريات أو عاريات. هذا ما يتخالف
مع طبيعة مجتمعنا و مما يؤثر نفسيا على هؤلاء الضحايا و يجعلهن مذلولات أمام محيطهم ،
  من خلال تواصل جمعيتنا مع عديد من هؤلاء الضحايا الذين طلبو مساعدتهم ،لاحظنا  ان
غالبيتهم ضحايا فهناك من تقول انه وعده بالزواج و يريد مشاهدة شكلها و هناك من تقول
 انها كانت ضحية  الثقة العمياء و هناك من تقول انها بمجرد قطعت علاقتها معه يقوم
بنشر صورها على شكل فديو .... و لكن في الأخير نقول ان غالبية الحالات يقعن في فخ
تفاعل حميمي ليلي و كلام جنسي معسل يؤدي الى مالايحمد عقباه ،وهناك أخطر هاته
الحالات هي مايسمى دعارة الأنترنت يعني العرض بمقابل ...و هناك ضحايا لم يكن لهم
أي ذنب مثل من يظهرن بلباس عادي ويتم وضع فديوهاتهم تحت عناوين ساقطة، و كي
لا أطيل عليكم في سرد حالات ضحايا الويب كام لأنها عديدة و متشابكة.
أما بالنسبة لحالات الفديو الهواتف النقالة  فغالبا ما تكون تصفية حسابات أو تسريب
فديو من جوال سواء عن طريق البلتوت أو الأشعة تحت البنفسجية و كذلك توجد حالة
  يتم سرقة هاتف نقال و يقوم من اشترى الهاتف بنشر هاته الفديوهات و هناك حالات
أخرى طبعا .
نتأسف كثيرا لهاته الحالات لما تؤثر سلبيا على هؤلاء ضحايا بصورة متفاوتة  و قد تصل
في بعض حالات عقد نفسية و مشاكل عائلية. قد نلوم الشباب المتهور الذي يقوم بنشر
مثل هؤلاء و قد نلوم بعض الضحايا خصوصا اللواتي يظهرن بشكل عاري تماما .
حاولت في هاته المقدمة اسرد بعض الحالات التي تصل لجمعيتا و التي نحاول قد المستطاع
مساعدتهم و ذلك سواء بتوضيح لهم طريقة المسح و كيفية متابعة هؤلاء الشباب المتهور
قضائيا .

إن جمعيتنا مند تأسيسها سنة 2007  و هي أول جمعية عبر الأنترنت و تقتصر انشطتها على
العمل الجمعوي عبر النت .إننا استطعنا مسح مئات الفديوهات سواء من يوتيب او دايلى .
و بل أكثر من هذا كانت لدينا خطة بالقضاء على أغلبية هاته الفديوهات لو تفطن إدارة موقع
يوتيب لعملنا . وقامت مسح أغلبية حسابات  أعضاء الجمعية لأنها تعرف ان هاته الفديوهات
تكون لها إقبال كبير من طرف الزوار و كما يقال كل ممنوع مرغوب . و تعلم إدارة الموقع
ان هاته الفديوهات تمس الملكية الفردية و بالتالي تخالف قانون الموقع .
و في الأخير نتمتى من كل الغيورين على بناتنا و أخواتنا الإنضمام إلى جمعيتنا
صفحة الجمعية على الفايسبوك
 
http://www.facebook.com/pages/jmyt-dhaya-alwyb-alkam-w-dm-alms-balmlkyt-alfrdyt/144882468906391?ref=sgm


جمعية ضحايا الويب كام و عدم المس بالملكية الفردية



 

المال مقابل الصمت الشعبي في البحرين

المال مقابل الصمت الشعبي في البحرين



أفادت وكالة الأنباء الرسمية البحرينية بأنّ المؤسسة الملكية بالبلاد تستعمل المال من أجل تجنب أي مظهر احتجاجي مرتقب تفعيله من قبل الشعب خلال الأسبوع المقبل، إذ أوردت الوكالة الإخبارية بأن قرارا ملكيا سيتم تفعيله بالبلاد لتوزيع قيمة 1000 دينار بحريني على كافة أسر البلاد.. ما يعادل 22 ألف درهم مغربي.

وقد كان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قد أعلن عن هذه "الهبة الملكية" الموجة لأسر البلاد بمناسبة حلول الذكرى الـ10 لإقرار الميثاق الوطني بالبحرين، وذلك بعدما شرع حكام الدولة في اعتماد قرارات اجتماعية بدعم المواد الغذائية وأخرى قضائية في حق مدانين في ملفات حقوقية مباشرة بعد سقوط النظام التونسي السابق وانطلاق التكهنات بخصوص الأنظمة التي ستنتقل ضدها عدوى الاحتجاجات.

تقارير دولية عدة تقر بهشاشة الوضع بمملكة البحرية أخذا بعين الاعتبار تشيع المجتمع وسنية النظام، زيادة على تفشي فوارق طبقية بينة وكذا انخراط المملكة في فتح مجالاتها البرية والبحرية والجوية أمام القوات الأمريكية.. ما حذا بالمؤسسة الملكية البحرينية تتوخى الحذر عكس نظام بنعلي الذي جابه غضب شعبه بعبارة "إلى الجحيم" وكذا رد فعل حسني مبارك على انطلاق شرارة "ثورة الفل"الذي حمله للقول "خليهم يتسلّوا".

أيها المصريون..ما أروعكم..لقد أثلجتم صدورنا

أيها المصريون..ما أروعكم..لقد أثلجتم صدورنا







نعيش في مختلف أنحاء العالم العربي أوقاتا تاريخية عظيمة ، لا يمكن للذاكرة أن تنساها ، إنه اليوم الذي أسقط فيه الشعب المصري البطل نظام الرئيس حسني مبارك الذي دام لمدة ثلاثين عاما اعتبرت من أقسى المراحل التي مر بها الشعب المصري العظيم .  لقد عصف الحدث بكل وجداننا واهتزت له كل مشاعرنا ، إنه الصدمة التي سنحتاج لوقت لتجاوزها ، فنور شمس مصر الذي أضاء ظلاما كان قد اختلج قلوبنا ليس كأي نور ، فمصر أم الدنيا التي احببناها منذ وعينا على الأرض وعشقنا أرضها ولونها القمحاوي وأحببنا ماء نيلها حتى وإن لم نشرب منه ، وشعبها العظيم هو الشعب العملاق الذي عاصر كل الحضارات وكان له ميزته النادرة وسحره العجيب الذي جعله يحتل مكانة مميزة في قلوبنا ، شعب طيب كريم معطاء يمتاز بخفة الدم وصنع البسمة رغما عن قسوة الظروف .  وها هو اليوم يثبت للعالم أجمع أنه الشعب الجبار المغوار ، لقد رأيناه يخرج إلى الميادين بالملايين لإسقاط الظلم غير عابئ بالنتائج المجهولة التي قد تترتب عن مظاهراته وغير عابئ بآلات الدمار التي استعملها النظام المصري قرابة الثلاثين عاما ، بل نزل إلى الميدان فاتحا صدره لتلقي رصاصات الأمن المركزي الذي ما فتئ يوما عن تعذيبه ، ومتحديا كل اساليب القمع التي تفنن النظام في إبتداعها .
أريقت دماءه في الشوارع فما كانت الدماء الزكية إلا دافعا أكبر له للإستمرار لتطهير الأرض من طغيانها .  لقد خاض الشعب المصري معركة أعصاب شديدة حاول النظام استغلالها للضغط على أعصابه وإرهاقه ليدب اليأس في نفسه ، لكن صبره وصلابته وايمانه بقضيته جعله يتصدى لكل المحاولات الصلفة بكل قوة وشجاعة ليثبت للعالم أجمع أن مارد النيل الذي شرب من مائه لا يمكن أن تقف أمامه جبابرة الظلم ، وليثبت للعالم أنه ما ضاع حق كان وراءه مطالب .
لقد أثلجت صدورنا أيها الشعب المصري العظيم ، وأدخلت البهجة إلى قلوبنا ، وأشبعت روحنا بالفرحة التي لم نشعرها منذ زمن طويل بعد أن هزت عالمنا العربي عواصف الذل والخذلان ، لقد أعدت الثقة إلى نفوسنا ورفعت رؤوسنا عاليا وأعدت عزة النفس التي اندثرت تحت مشاعر اليأس والبأس والألم الذي أطاح بأرواحنا ، لقد عاد بصيص الأمل إلينا يحمل معه بشائر الخير بأن الغد ما زال يحمل الكثير من النصرة والعزة والعيش الكريم . بارك الله لك أيها الشعب الصامد عزتك التي استرجعتها ، وكرامتك التي لم تستغن عنها ونقدم كل تهانينا لمصرالحبيبة أم الدنيا بعودتها بإذن الله إلى دورها الريادي القيادي بين حضن أمتها العربية التي اشتاقتها، ولا ننسى شهداء ثورة الكرامة الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة ورووا ظمأ الأرض المتعطشة للعزة والكرامة ، فإلى جنة الخلد إن شاء الله .
لقد تحقق من خلال ثورة ابطال مصر أكبر هدف كان يصبو اليه الشعب المصري وهو إسقاط النظام الذي كبس على أنفاسه لمدة ليست بالقليلة ، لتبدأ مرحلة ثانية لا تقل أهمية عن المرحلة الأولى ، بل إنها مرحلة أكثر صعوبة وتحتاج إلى حكمة وترو وتفكير دقيق .  على الشعب المصري أن يعي تماما أن صلاح البلد لن يكون إلا من خلال المصير الذي سيحيكه الشعب بنفسه دون تدخل خارجي أجنبي ، وعليه أن يعي تماما أن العملاء الذين يتربصون به كثر ومنهم من هو من جلدته ممن باعوا ما لديهم من ضمير من أجل مصالح شخصية مصيرها السقوط في الهاوية . إن من حرك الملايين من خلال كبسات الكترونية لن يعجز أن يقود مصر إلى ما فيه مصلحة الشعب .  قلوبنا معكم وبارك الله فيكم
عاشت مصر حرة
عاش شعب مصر البطل العظيم
عاش جيش مصر الباسل
والفاتحة على أرواح الشهداء والى جنة الخلد إن شاء الله
ودمتم بألف خير

الدكتور عمرو خليفة النامي (من مدرجات جامعة كامبردج إلى رعي الأغنام ولعنة التغييب)

تينفاس نانا- قصص جدتي

تينفاس نانا- قصص جدتي (9)

تانفوست نـْ وصفط نـ لعافيت – قصة شعلة النار

“بإمكان المرء أن يكذب على كل الناس مرة واحدة، وبإمكانه أن يكذب على بعض الناس كل الأوقات ٬ ولكن لا يمكنه أن يكذب على كل الناس كل الأوقات”
الرئيس الأمريكي الأسبق إبراهام لنكولن




أزول فلاون
*- امزوار تمازيغت
ديس سبعة نتبوشيلين بابنسنت د يادج نسنت مي لان ودجنتنت ﮔ تادارت نسن وواناسنت اتارمتش ئل ئدجن لن ادناس ودجناسنت ؤتشو تيسي نسنت ديسغارن دوصفط نلعافيت ئرق ودجن ئدسنت تامنيشت د وگزين ؤگورن ؤسقدنتن وقسنت تادارت دفرسن برا برا تيبيشيلين دين لانت ﮔ تادارت ؤتتنت ؤسسنت ؤتيرارنت لن اس سگ ؤسان تابيشيلت تانعنوشت تاشتويت نـ ستماس تيرار ﮔ أماص نـ تادارت ﮔ ئجدي ندرماماك تربش ﮔ ئجدي توفا تاونت توا ماك د جادوشغ سيس ازگن ئل تمنيشت ناغ تقيم تساوال فـ تمنيشت بشبش بشبش اسد اخ ازگن نـ تاونت ؤ گد ما تسيول فلاس مي توبا اتاس تقيم تصرمض دين تيگا سه تبوشيلت توا أئد تامنيشت مي تخس توگور تبووشيلت تتشا تاونت دين ؤ ماي تتشيت توساسد تامنيشت تواياس ماي تاونت تواياس تبوشيلت تشيغت تواياس ضبريض ﮔ تاونت غن ادبژطغ فـ وصفط وادنغغ تيمسيتواياس تبوشيلت تاونت تشيغت ؤگد ما سيولغ فلام مي توبيد اتاسد ؤماك ياتنغد اصفط انغ ئرق ؤ ياغنتدجد بلا تيمسي وائد نطيب فلاس ﮔ ؤتشو نغ و فماتا دانركب ؤ داغنينغ لاژ ؤگد ما تيگا ﮔ تمنيشت مي توبا ؤ توگورئل تينورت ؤ تبژط فـ وصفط ؤتسنس تيمسي ؤ تدجيتن سين برا برا لوژنط تيبوشيلين تواياسنت ولتماتسنت تانعنوشت نتش داگورغ ادترغ لعافيت ؤتيگا سه تفغ ؤتقيم تگور تگور د وگزين تمنيشت ؤ گورن ﮔ جورط نس لن توفا تاوسارت تركب ﮔ ؤمكلي نس توگوراس تبد فلاس ؤتواياس انانا ؤشييد اصفط نلعافيت تواياس تاوسارت اموشغ تيمسي لكن داتيتوشد ئدجن سگ ئطوطان نم تواياس تبوشيلت باهي ؤتوگور تنقتاس ئل تابيشيلت طاط نس ؤتوشاس اصفط نلعافيت وتروح ؤيقيم طاط نس دين أبريد نس ؤكل نتا ئتستا ﮔ ئدامن د وگزين نس ئتلغ ديسن ماغر يوكز تاوسارت دين ترگو تمنيشت تگور وتبژط ﮔ وبريد تخس ترگو اتاكز أبريد نتنين گورن ترگو دين دفرسن تگور لن تووط تبوشيلت تادارت نسن ترگو ماي توكز تادارت تروح ؤتوساسنتد ﮔ ضگيط وطبص ترژ ﮔ ئمي نـ تادارت نتبوشيلين لن توريت ؤتوتف لغسنت تقيم تسفوغ ديسنت سيدجت وتت ديسنت لن تتشيتنت تقيم تـْـبوشيلـْتْ تانعْـنوشتْ نـْـدرْ ماكْ تـْـخاوتْ ترْﮔو ؤ تفـْـغْ ترْولْ ؤتوتف الغابتْ ؤتـقـْـيمْ تـْـازالْ تـْـازالْ ؤتمْالْ ( اتازيري نـْ بابا د دادا توطيض عن وليوش) ؤتوﮔورْ سينْ تـْـازالْ لنْ توفا غاسْرو دامقـْرارْ^ يمـْيرْ توتفْ تلـْـغسْ ديسْ ؤتحْرزْ ئمانْ نـْسْ تـفـْغضْ تـْـادْارْتْ نـْ (علي نلـْـغول) ماي يكـْرْ سگْ ئـطصْ ئشوم اطو نمْيسْ نادم(أفگان- الإنسان) ﮔـْ تادْارْتْ نـْسْ دينْ يواياسْ فـْـغدْْ دْ مانتْ تـْـشگْ فلاكْ امانْ الله ﮔْ ؤمزوار توگد مي توبا استفغ ؤيعدين تفـْـغاسدْ يوفيتْ تـْـبوشيلـْتْ يـيـﮔيتْ دْ يلـْيسْ يقـْيمْ ئـسرْحْ ويتاوياسدْ ﮔـْ ويسومْ نتـْـسكـْرينْ ديورْژاژْ ديزرْزرْ ويتوشاسْ تـْـتْ ؤيسْـكـْناسْ تيزقـْوينْ ؤغاسْرو دين كانْ تازقـْـا ئدْجتْ يواياسْ ارْ لـْبالْ نـْمْ اسْتوﮔوردْ غنْ اتـْاردْ برْا^برْا^ اسْ سگْ ووسْــانْ توا تازقـْـا ئدْ مادونشْ داتارغْ ؤ دادژْرغْ ماتـْا ديسْ اس سگ ؤسان تدجيت يفغ دايسرح ؤتوﮔـورْ تورا تازقا لي تمقس توفا ديسْ الـْـونْ تـْـاﮔـْ سْيسْ ماغرْ الـْونْ ئدْ ئـتـارْ فيجيمي نصْولـْـطانْ ؤ توفا ئزْمرْ دينْ ﮔـْ ئـجيميْ يواياسْ (اعيشا أيلـْيسْ نعْـلي الغولْ بابنـْـمْ يسْـتـْـشاي ﮔـْ دم ويتـْـقوْا ﮔـْ دمْ ؤ داينط فلام ؤ دامْـيتشْ) ؤسگْ اسْ نـْسْ يقـْيمْ ماي اتـْـيژرْ^ ئـزْمرْ دينْ يمالاسْ ﮔـْ واوال ئـدْ تيـﮔـا سهْ توگد اتيتش ؤتنـْـقتْ ؤتـْـشو ؤتزْقـْـمْ ؤتـنـْسومْ ؤتقـْيمْ بابنـْسْ(علي الغول) يژْريطـْ^ تـْـشْـيانا يواياسْ ماكْ سهْ نتـْشْ تاويغامدْ ﮔـْ ويسومْ نتـْسـكـْرينْ ديورْژاژْ ديزرْزرْ ومي دْ جيغ شرا لي مي ؤيغامتيد تـْشمْ تـْـشْـيانيدْ مْـلييدْ ماكْ سهْ ماتـْا يوسامدْ باشْ اتشْـياندْ تواياسْ ماتـْـا داكمْـلغْ ؤريغْ ئمي نتـْـزقـْـا لـْي تويديدْ اتارتشْ ؤماي كهْبغْ سگْ والـْـونْ وْفيغْ ئـزْمـرْ ئلـْبرْا ﮔ ئجيمي يقـْـيمْ يمْاليدْ(أعيشا أيلـْيسْ نعْـلي الغولْ بابنـْـمْ يسْـتـْـشاي ﮔـْ دم ويتـْـقوْا ﮔـْ دمْ ؤ داينط فلام ؤ دامْـيتشْ) يواياسْ بابنـْسْ مْنـاسْ(بابا ياديسْـتـْـشْ اوياديْـقوْا اوياديوشْ ئـلْ مْـيسْ نصْولـْـطانْ تشك أيزمر دادتـْـشغْ أيسومْ نـْكْ ؤدادسْوغ اﮔـْـليمْ نـْـكْ ديخف نك داتيگغ تيسيت ؤداداغـغْ مـْيسْ نصْولـْطان) سگْ اوالْ ئدْ نتـْـبوشيلـْتْ لي يقيم ئسل ديس ئزمر سيس يقـْيمْ ئـزْمرْ ئـتـشْـيانا يژْريطـْ مْيسْ نصْولـْطان يوْا ماكْ ئزْمرْ ئدْ ئلا ﮔْ اماص نـْ تيگا ؤ توشْـغاسْ ئـتـتْ ومْي ئتـفغْ فلاسْ ئوا موش سين ايد ؤ يـيـﮔـا سهْ يحْـرزْ ئـمانْ نـْسْ ﮔْ ئجيمي لنْ توسدْ عيشا لـْيسْ نعْـلي الغولْ تورا الـْونْ وتـْـكهْبْ سْيسْ ؤ يسلا ماتا يمالاس ئزمر ؤماتا تمال نتات ئل ئزمر ؤ ماي يژْريطـْ مْيسْ نصْولـْطانْ توتفْ ؤلْ نـْسْ ؤيقـْيمْ يخـْسيتْ ؤيويتْ ينـْجفْ سْيسْ ؤسهْ توغا مْيسْ نصْولطانْ ؤتدْرْ ﮔـْ ؤغاسْرو نـْسْ ئدسْ
(وسيغدْ سـْ يسنْ سـْ طيطـْ ئنو مْي ژْريغـْتنْ^)
*- انگارو أعراب
يوجد سبعة بنات ذهب والديهم في سفر بعيد ووفر لهن ما يحتجن أليه من الأكل والماء طيلة فترة غيابهم عن البيت وترك لهم شعلة النار مشتعلة في موقد النار وكذلك ترك لهن جرو صغير وقطة وحرض عليهن بعدم فتح باب البيت لأحد مهما كانت الظروف وسافرا والديهم وودعهن البنات وأغلقن باب البيت بإحكام وتمر الأيام وكن يأكلن ويشربن ويلعبن ولا ينقصهن شيء وفي يوم من الأيام كانت البنت الصغيرة تلعب في باحة البيت في التراب وتحفر بيديها حتى وجدت حبة فول فقالت في نفسها سأقسمها مع قطتي وأعطيها نصفها فنادت على القطة عدة مرات فلم تعيرها القطة أية اهتمام وكانت القطة متكاسلة فقالت البنت سأكل حبة الفول لأن القطة ليس لديها رغبة فيها فأكلت حبة الفول وعندما أكلتها اقتربت منها القطة غاضبة وقالت لها أين حبة الفول فقالت لها البنت إنني ناديت عليك كثيرا ولم تعيريني اهتمام فاعتقدت انكي لا ترغبين فيها فأكلتها فقالت لها القطة يجب أن تحضري لي حبة الفول وإلا سأتبول على شعلة النار وأطفئها فقالت لها البنت كيف تتبولين على شعلة النار ونحن في حاجة ماسة إليها لتجهيز طعامنا وسنموت من الجوع وحاولت البنت ردع القطة ومنعها من التبول على النار ولكن القطة لم تتراجع عن هدفها وذهبت إلى الموقد وتبولت على شعلة النار المشتعلة وانطفأت وتركتهم من غير نار ومرت الأيام حتى جعن البنات ولم يعد يستطعن تحمل الجوع فقالت لهن أختهن الصغيرة سوف أخرج من البيت للبحث عن النار وإحضار شعلة مشتعلة وخرجت وتبعها الكلب الصغير والقطة وكانت تسير في الغابة حتى رأت عجوز تطبخ طعامها فاقتربت منها وقالت له يا جدتي أعطيني شعلة فليس لدينا نار ونحن سبعة بنات جائعات فقالت لها العجوز ليس لدي مانع سأمنح لكي شعلة ولكن بشرط أن أخذ أحدى أصابعك فوافقت البنت وقطعت لها العجوز أحد أصابعها وأعطتها الشعلة ورجعت البنت إلى البيت وهي في الطريق كانت تنزف طوال الطريق وكلبها يقوم بردم الدم المتقاطر منها لأنه عرف أن العجوز هي الغولة(السعلة) ولكن القطة من شدة حقدها كانت تقوم بتعرية الدم حتى تترك أثر تستطيع الغولة تتبعه وهكذا حتى وصلت البنت إلى بيتهم والغولة في أثرها حتى عرفت الغولة مكان البيت ورجعت لهن في الليل واقتربت من باب البيت وقامت بدقه بقوة حتى كسرته وفتحت الباب وعلى الفور دخلت وقامت بالبحث عن البنات وكلما وجدت أحدهن ألتهمتها حتى أكلت ستة بنات أما البنت الصغرى فوجدت فرصة للهرب فهربت مسرعة من البيت ولم تستطيع الغولة اللحاق بها فتوغلت في الغابة فكانت تجري وتقول (ياﮔـمرْ^ باباي اوجدْي لحـﮔـتني ولا مازال) حتى وجدت قصر كبير مفتوح الأبواب فدخلت مسرعة واختبأت بداخله وكان هذا القصر (لـ علي الغول) وعندما استيقظ من النوم شم رائحة إنسان في بيته فقال من دخل بيتي إنني أشم رائحة إنسان أخرج ولن أقوم بادئك فخافت في البداية ولم تخرج إليه وبعد ذلك خرجت البنت من مخبأها فقال لها سأجعلك ابنتي وأنظرها غرف قصره إلا غرفة واحدة حذرها من الاقتراب أو الدخول إليها وكان كل يوم يغادر القصر ويجلب لها لحم الحجل والغزال والأرانب وتأكل ما تشاء منه وفي يوم من الأيام فكرت وقالت يجب أن أرى ما بداخل هذه الدار التي حذرني من الاقتراب أو الدخول إليها وفي يوم من الأيام وما إن غادر الغول القصر حتى همت بفتح باب هذه الغرفة وما إن دخلت حتى وجدت بها نافدة تطل على بستان كبير ورأت خروف يرعى بداخله وما إن رآها الخروف قال لها (ياعيشا بنت علي الغول بوك بيوكلك اوبيسمنك اوبيدور عليك وبياكلك) وكانت في كل يوم تطل من النافدة يعيد عليها الخروف هذه الكلمات فحزنت وامتنعت عن الأكل حتى أصبحت ضعيفة وهزيلة ولاحظ الغول أن حالتها تسوء كل يوم فكان يسألها عن سبب ضعفها وهو يحضر لها اللحم وكل ما لد وطاب من الأكل وعندما ألح عليها أن تخبره بالسبب قالت له أنها فتحت باب الغرفة التي حذرها من فتها وأطلت من النافذة ووجدت خروف بالبستان يردد عليها كل يوم هذه الكلمات وهي (ياعيشا بنت علي الغول بوك بيوكلك ؤ بيسمنك ؤ بيدور عليك وبياكلك) فقال لها الغول قولي للخروف(سيدي بوكلني اوبسمني ؤبلمني وبيعطيني لولد السلطان) وأنت أيها الخروف ( سأكل لحمك وأفترش جلدك ورأسك أصنعه مرآة وأتزوج من سيدك ابن السلطان) لأن هذا البستان هو لسلطان فكانت كلما قال لها الخروف(ياعيشا بنت علي الغول بوك بيوكلك اوبيسمنك اوبيدور عليك وبياكلك) تقول له ما لقنها الغول( سأكل لحمك وأفترش جلدك وأتزوج من سيدك ابن السلطان) فأمتنع الخروف عن الأكل حتى أصبح هو أيضا ضعيفا وهزيل وبعد أيام لاحظ ذلك ابن السلطان فأستغرب ذلك رغم توفر الأكل للخروف كالأعشاب بالحقل وما يقدمه له أيضا من الأكل وقال في نفسه يجب أن أراقب الخروف وأكتشف سبب سوء حاله وضعفه وامتناعه عن الأكل وجاء في يوم من الأيام إلى البستان واختبأ في أحد أركانه حتى شاهد النافذة تفتح فشاهد بنت جميلة قد أطلت منه وسمع حديثها هي والخروف فعرف سبب ضعف الخروف وأعجب بها ابن السلطان وأحبها فخرج إليها وأخذها لقصره وتزوجها في عرس كبير أقامه لها وعاشت معه في القصر
((ؤجيت من عندهم بـْـعيني ما ريتهم))

*- أماوال- القاموس
1- تبوشيلت/ج/تيبوشيلين- البنت أو البنات
2- يادج- الأم
3- د جنتنت- تركوهم
4- ﮔ – في
5- ؤتشو- الأكل
6- تيسي- الشراب
7- أصفط- مشعل
8- ئرق- يشتعل
9- ئدسنت- معهم أو برفقتهم
10- تامنيشت- قطة
11- أگزين- جرو
12- سقدنتن- ودعوهم
13- تيبيشيلين- تصغير كلمة البنات
14- تتنت ؤسسنت ؤ تيرارنت- يأكلن ويشربن ويلعبن
15- تاونت- حبة فول
16- اس سگ ؤسان- يوم من الأيام
17- تاشتويت نـ ستماس – أصغر أخواتها
18- تربش- تحفر
19- ازگن- نصف
20- تساوال- تنادي
21- بشبش- صوت مناداة للقطة
22- تصرمض
23- تيمسي- النار
24- ادبژطغ- اتبول
25- تخس- تريد أو تحب
26- لاژ- الجوع
27- تسنس- أطفأت
28- تينورت- الموقد
29- ولتماتسنت تانعنوشت- أختهم الصغيرة
30- أدترغ- أطلب أو أتسول
31- تفغ- خرجت
32- تگور- تمشي
33- ﮔ جورط نس- في أثرها أو خلفها
34- توفا- وجدت
35- طاط/ج/ئطوطان- الأصابع
36- أبريد/ج/ئيريدن- الطريق
37- يوكز- عرف أو فهم
38- تروح- رجعت
39- ئتستا- يقطر
40- ئتلغ- يلعق
41- ماغر- لأنه
42- تاوسارت- العجوز
43- دفرسن- خلفهم
44- تووط- وصلت
45- طبص- تفل- بدأت
46- ترژ- تكسر
47- ضگيط – الليل
48- د- و(بابنسنت د يادج نسنت)
49- ترول- هربت
50- تشك- أنت- تشم- انتِ
51- أطو- رائحة
52- ﮔْ ؤمزوار- في البداية
53- يليس- ابنته
54- أيسوم- اللحم
55- ؤ سگْ اسْ نـْسْ – منذ ذلك اليوم
56- اتـْـيژرْ^ ئـزْمرْ- يراها الخروف
57- تنسوم- ضعفت
58- ؤدادسْوغ اﮔـْـليمْ – افترش جلدك
59- تيسيت- مرآة
60- توتفْ ؤلْ نـْسْ- دخلت قلبه
61- يسلا- سمع
62- ينـْجفْ سْيسْ- تزوج بها
63- تدر- عاشت
تانميرت
يوريت سعيد نـْ يونس – اتـ يفرن ليبيا

إدريس، رواية شمال أفريقية


إدريس، رواية شمال أفريقية






لو أردنا أن نحصر مشاغل المفكرين السياسيين عندنا لوجدنا أنها تنحصر في مشاغل ستة يمكن للمرء أن يتصورها في شكل درجات سلم تصاعدية أو في شكل ما يحدثه حجر يلقى به في الماء من دوائر تتسع وتتباعد باطراد.
هذه المشاغل الفكرية السياسية الستة هي:

وما قحطانُ لي بأبٍ وأمٍ ولا تصطادني شُبَهُ الضلال
وليس إليهمُ نسبي ولكن مَعَدٌِيًا وَجَدْتُ أبي وخالـي
وفي نموذجها الشمال الإفريقي من خلال تصادم أمواج القبائل البربرية التي لا نعثر اليوم على من يتغنى بها بشكل صريح مثلما كان الشأن قديما وإن كانت كثير من الأحداث هنا وهناك تثبت أن بعض مقوماتها ما زالت ثابتة عند الكثيرين .

“رأيت بدوية جسيمة بيدها حجر تهمٌ بغرزه في الأرض لنصب خيمة المخيٌم الصغير. لقد رمزت بالنسبة إليٌ إلى تونس الخالدة ،تونس حنبعل والكاهنة والأغالبة والزيريين والحفصيين ، إلى تونس التي ليست رومانية ولا بيزنطية ولا عربية ولا أسبانية ولا تركية ولا فرنسية وإنما تونس التونسية”( محمود الماطري ،مسار مناضل بالفرنسية- ص 179) مثلما عبٌر عنها الدستوري الجديد الشاذلي العياري سنة 1974 عندما أجهش على ما يقال بالبكاء وهو يسمع بخبر الوحدة القذٌافية – البورقيبية القصيرة العمر التي ستذهب ، في نظره، بعلم تونس .
1) الفكرة القبلية أو الجهوية التي نعرفها جميعا في نموذجها الجزيري العربي القديم الذي عبر عنه الشاعر بقوله : 2) الفكرة الوطنية وهي على عكس ما سبق سيدة الأفكار إن لم تكن فعلا فقولا. ولقد عرّفها أحد مؤسسي الحزب الدستوري الجديد في تونس وهو محمود الماطري (1897- 1972) على النحو التالي :
سوگز/أنزل

الجزء الأول

تاريخ إفريقيا الشمالية

تاريخ إفريقيا الشمالية 


 


شارل أندري جوليان
مهما قدمنا لقرائنا من أعمال تاريخية تتناول ماضينا المجيد، فنحن لا نوفي حضارتنا حقها من الدراسة والتقييم. وذلك أن عمليات التشويه والتحريف التي قام بها (هواة التاريخ) من المستعمرين والمبشرين إزاء أمجادنا ما تزال أثارها إلى اليوم. وقليلة هي الأقلام التي أخلصت لعلمها ونظرت للتاريخ نظرة موضوعية تستكشف الحقائق وتستنطق الأحداث وتتحسس لنصرة القضايا التحريرية العادلة تستشف طموح الشعوب وتتحسس تحركاتها. من بين هذه الأقلام وفي طليعتها نضع المؤرخ الفرنسي شارل أندري جوليان الذي كرس جزءا كبيرا من حياته لإبراز تاريخ المغرب العربي ومتابعة أحداثه وتسجيل نضاله وتطوره، فقد عايش شعب المغرب العربي وكان شاهدا على سعى هذا المغرب نحو استقلاله ثم نحو تقدمه.
لكل هذه الأسباب. وتولى الأستاذان محمد هزالي والبشير بن سلامة منذ سنوات تعريب هذا الكتاب وسارعنا بنشره وها نحن نصدره للمرة الثالثة، فقد قدم المعربان للقارئ، العربي وثيقة شاملة وصادقة عن كفاح المغرب وماضيه ومكوناته الحضارية، بل وعبقريته في شتى المجالات السياسية والفكرية. وكان هذا التعريب في مستوى النص الأصلي لما يحرك الرجلين من إيمان بأصالة ماضيهما ورسالته الخالدة.
أملنا أن يلقى هذا العمل الأضواء على تاريخنا ويزيح عنه غشاوة الأفكار المسبقة والأحكام الجاهزة وان يفتح الأبواب في وجه الباحثين لمزيد الاستقصاء والدرس والتمحيص، خاصة وان هذه الطبعة تصدر في نفس الوقت مع طبعة ثانية للجزء الثاني للكتاب حتى يكون عملنا متكاملا متتابعا خدمة للتاريخ والثقافة في هذه الربوع.
سوگز/أنزل

الجزء الأول


 

محاضرة الشيخ طارق بن علي بالامازيغية

كيف ينهض الشباب الأمازيغ بنضال”إمازيغن”؟؟

كيف ينهض الشباب الأمازيغ بنضال”إمازيغن”؟؟

 

لا ينكر أحد أن الشعب الأمازيغي اليوم يعيش ثورة شبابية يقودها الشبان الأمازيغي على طول وطننا”تمازغا” بفضل تطور مستواه التعليمي واستفادتهم من وسائل الإتصال الحديثة من كسر الحواجز الجغرافية والسياسية بين أبناء الشعب الواحد وبذللك أمازيغ المغرب، الجزائر،تونس،ليبيا،واحة سيوة وشمالي مالي والنيجروجزر الكناري من توطيد علاقة الأخوة وتبادل الخبرات وتقوية وتوحيد الرأى المستقبلية لشعبنا المضطهد في جميع الأصعدة.
في الحقيقة شباب الشمال أكثر تقدما لحصول أغلبيتهم على تعليم لا بأس به أهلهم كثير في الوعي الفكري تجاه قضية الأمة وساهم في هذا وجود إنفراج سياسي تجاه مطالب الأمازيغ.
أما في الصحراء،حيث يتواجد إخواننا الأمازغ الطوارق”كل تماشق” في مالي ،نيجر،بوركينافصو،تشاد،ليبيا وجنوب الجزائر ،فالأمر مختلف ،فالقليل من الشباب من حصل لى تعليم جيد مقابل الغالبية من الشباب،النساء،الأطفال والشيوخ الذين لم يحصلوا على حق التعليم مما فسح المجال للأمية بالإنتشار السريع وهذا راجع إلى السياسات العنصرية التي حرمت الإنسان الطارقي من أبسط حقوق الإنسان وهو التعليم والصحة وما بالك بحقوق الوجود.مما يجعل بعض مكونات الشعب سهلة الإختراق الإديولوجي القموجي القذافي .
فالإستلاب العروبي وغيره لا يتوقف فقط في الكبار بل أصبح اليوم بعض الشباب الأمازيغ مستلبون سياسيا وينخرطون في الألاعب الكرطونية للأنظمة القامعة لمطالب الأمازيغ في ترسيم الهوية الأمازيغية.
لا ثورة دون فكرولا فكر بدون ثورة،فالإنسان تبدأ ثورته في فكره،وفكره الثائر يجعله يوجه جسده قربانا للفكر.


صحيح هناك عراقل ثقافية،واجتماعية تحول في بعض الأحيان من وصول إشعاع الشاب إلى باقي المكونات الإجتماعية،لكن يجب التحلي بالمرونة في طريقة إيصال الرسالة الصحيحة.


النضال الأمازيغي لا بد أن يصل إلى المسويات الثلا ث المذكورة وإلا سيبدو المثقف رغم ثقافته الهائلة حبيس أسوار أحد المستويات(الأسري،المجتمعي أو الدولي).
الشباب الأمازيغ والحمد لله أصبح يدرك أن من واجبه النضال من أجل حقوقه المشروعة لكن ورغم ذللك مازلنا نحتاج إلى استمرارية النضال.
1ـيجب على الشباب الأمازيغ الواعي أن يبدأ أولا بنشر هذا الوعي لدى أفراد أسرته”الأم،الأب،الأخ،الأخت….” وهنا لا ننقص من قيمة هؤلاء بلل قد تجد هم في بعض الأحيان على درجة من الوعي وينقصهم الوعي السياسي وبلورة ذللك الوعي إلى أفعال. 2ـيجب على الشاب الأمازيغي ،بعد مجهوده التوعوي داخل الأسرة أن يخرج وعيه بالحقوق وقضايا الأمة الأمازيغية تجاه أفراد قبيلته أو قريته الصغيرة . 3ـ على الشاب الأمازيغي المثقف مواصلة النضال من أجل إيصال الرسالة التوعوية إلى كافة أفراد الشعب الأمازيغي في كل بقع شمال إفريقيا عبر الوسائل التكنولوجية المتطورة مثل(الأنترنيت،الإعلام،الصحافة وغيرها). 4ـ من واجب كل مثقف أمازيغي نشر وعيه وقضايا أمته عبر العالم كله وإبراز حقيقة ما يحاك ضد حقوق هذا الشعب العظيم من دسائس وذللك عبر تعريف قضايانا للأجانب وضعهم أمام الواقع وحقيقة التاريخ وتصحيح المغالطات إن تطب الأمر ذللك.
يدير شكري

 

صناعة النسيج في ليبيا (المرأة الأمازيغية: حارسة النسيج – حارسة الثقافة) – 1 \ 3

صناعة النسيج في ليبيا (المرأة الأمازيغية: حارسة النسيج – حارسة الثقافة) – 1 \ 3 



الباب الأول / النسيج في التاريخ الليبي

لإن تركت المرأة الأمازيغية كثيراً من الحرف والصناعات للرجل، مثل العمارة والفضة والحدادة والفخار. فأنها تصر على أن تقوم هي نفسها بصناعة ما يلزمها ويلزم بيتها من النسيج…
ولكن في النسيج لا يتقاطع سدى الخيوط فقط: ولكن فيه يتقاطع الأكل والنوم – الموت ، الميلاد ولإخصاب- النبات والحيوان – يتقاطع السحر، الأحلام، الأساطير، وزيارات الأولياء – الوشم والكتابات القديمة، الحكايات والأمثال الشعبية – معتقدات التشاؤم والتفاؤل – التاريخ السحيق، واليوم الحاضر.
إذا فالمرأة ” النسَّاجة” إذ تصنع النسيجَ، لا تنتج المنسوجات فقط ولكنها بذلك تصنع الثقافة بأكملها.
تغزل وتربط وشائج سَدىَ الثقافة التقليدية المحلية في قطعة نسيجية واحدة منسجمة رائعة الجمال تسمى ” الهُوية الثقافية”.
وإذا كانت العلامات والرموز التصويرية- الأيقونات والأساطير الليبية قد تمزقت وأندثرت، فكذا كان مصير اللغة المكتوبة وحروفها- والسجل الأثري لايحتوي إلا نادراً على الكتابة الليبية. ولكن نظراً للدور الكبير الذي تلعبه المرأة فى سيطرتها على البيت وما يحتويه من طقوس ومقتنيات، ولما تتمتع به من استقلال فيما يخص شؤونها المنزلية، لذا نلاحظ أن العلامات الأيقونية قد لاذت بزوايا البيت ومفرداته:
الثياب والأزياء وأدوات الزينة، الوشم والمقتنيات المنزلية وأدوات الإنتاج، وكذلك دخلت ثنايا الطقوس الإجتماعية (طقوس الميلاد والموت).
وبعد أن خرجت الأيقونة من البيت إلى الحقل تسربت إلى الشعائر الدينية وبيوت العبادة. فهي في اول الأمر تطل علينا كوحدة لتزيين المكان ثم تنذمج تدريجياً في حفل الطقوس وأعمال الشعائر.
وهكذا فإن المرأة الليبية لا تعمل على حفظ الخصائص العضوية للإنسان- بحراسة البنى الوراثية البايولوجية الدقيقة من الجينات والأحماض النووية- ولكنها كذلك تحرص أشد الحرص، على حراسة (البنى الدقيقية) للهوية الثقافية: رموزها ورسومها، لغتها وأساطيرها، طقوسها وشعائرها، مشاركة بالمناصفة في زرع النبات والحصاد وجني الثمار، وزرع بذور المعرفة: ” مغامرة لغز الحياة” عبر البيت والقرية ثم المدينة.
مقدمة تاريخية عامة عن النسيج:
يقول الأستاذ سعد محمد كامل:
” ولعل الذى أوحى إلى الإنسان بنسج الخيوط هو ما شاهده من أسلوب الطير في بناء عشه فنسج من القش أسفاطاً”.
ولكنني أرى أن هذا التخمين بعيد عن الصحة، فالطيور لا تنسج أعشاشها نسجاً، بل تضعه اعتباطاً.
فالأقرب هو أن الإنسان القديم تعلم النسيج من الألياف الطبيعية النباتية، التي قلد عليها نسيج الحصير الذي ظهر في التاريخ قبل نسيج الصوف والشعر ثم القطن والحرير. ولم يلبس الإنسان في البداية ثياباً منسوجة بل مصنوعة من جلد.
ولكن في الأيام التي تلت ذلك نرى أن حرفة النسيج قد بلغت حداً كبيراً من التقدم والرقى ، كما حدث في بلاد الرافدين ومصر والهند والصين. وتختلف المواد المستعملة في النسيج باختلاف كل عصر:
فقد عرف الصوف عند الرعاة منذ أقدم العصور، ولكنه كان نادراً في الحضارات النهرية، ففي بلاد الرافدين ومصر أصبح نسيج الكتان أكثر انتشاراً بينما القطن والحرير كانا بعد لم يعرفا بتاتاً- وفي واقع الأمر لم يعرف الحرير إلا ابتداء من القرن الرابع في عصر الإمبراطورية الرومانية وفي الجزء المتحضر من العالم فقط.
صناعة الحصير سبقت حرفة النسيج:
تعتبر صناعة الحصير أقدم شكل من أشكال صناعة النسيج وأسبق من حرفة النسيج وقد كانت (حرفة صناعة الحصير) حجر الزاوية ونقطة البدء في صناعة المنسوجات الأخرى.
وتقول الدكتورة سعاد ماهر- في دراسة بعنوان الحصير في الفن الإسلامي:
” إنه من المسلم به أن حرفة الحصير سبقت حرفة النسيج، بل هي الخطوة الأولى التي خطاها الإنسان حتى وصل إلى صناعة الحصير المضفور، ومن الثابت كذلك أن المصريين القدماء كانوا يستعملون النباتات ذات الألياف المتخشبة في صنع المنسوجات، واهمها الكتان وسعف النخيل والحلفا، التي كانت تستعمل في عمل الحصر والحبال منذ اقدم العهود. (انظر الدكتورة سعاد ماهر).
أستخدام الحصير في تكفين جثث الموتي:
وجدت بعض قطع الحصير في المقابر القديمة تلف أجساد الموتي عند الفراعنه يرجع عهدها إلى عصور قديمة جداً وهذا يؤكد أن المصريين القدماء عرفوا مناسج الحصير قبل الكتان والصوف.
وهناك بعض الشواهد التي تؤكد أن هذه العادة كانت يمارسها الليبيين أيضاً حيث كشفت بعض الحفريات على وجود حصير يلف جثث الموتى بمقابر في منطقة ملليتة بصبراتة.
وهناك مقبرة ليبية عائلية اكتشفت في شهر اغسطس 1966 م- في منطقة ملليتة- (64) كم غرب مدينة صبراته وعلى بعد (100 م) من شاطئ البحر، وكانت حجرة الدفن محفورة في طبقة صخرية، في منطقة تتنشر فيها محاجر البناء في ماقبل العصر الروماني. وتحتوي المقبرة على بقايا هياكل آدمية- أحدها موضوع في تابوت من الخشب ومغطى بحصير، وتحتوي ايضاً علي بعض الأثات الجنائزي من أهمها أطباق الفخار الأسود والتي تعود إلى القرن الثالث ق. م.
أن الأهمية الكبرى بالنسبة لمدافن ملليتة تنحصر في مظهرين أولهما وجود مقتنيات خاص بالجثت مثل: ” الثابوت الخشبي، والحصير وغطاء الرأس”، ويعد ذلك اكتشاف فريد حتى الآن بالنسبة للمدافن الليبية.
ولقد وصفت التقارير الإيطالية: تقاليد الدفن في هذه الجبانة- كالعادة- بأنها بونيقية، ولكن عاجلاً أم آجلاً سيتم تصحيح هذه الإعوجاج في التأريخ الليبي، وذلك عندما يبدأ بكتابته الليبيون أنفسهم. (أنظر ليبيا القديمة- المجلد السادس والسابع).
ووجد كذلك سرير من الخشب والحصير تنام عليه أميرة الطوارق العرجاء (تين هينان). (هنري لوت / لوحات تاسيلي.).
صناعة الصوف في التاريخ:
لقد أدرك الإنسان القديم أهمية صوف الأغنام منذ آلاف السنين – وذلك في صناعة الثياب والأغطية لحماية جسده من الحرارة والبرودة. ولايزال الصوف إلى اليوم يساهم في نسيج حضارات البشر.
كانت أغنام ما قبل التاريخ تحمل صوفاً طويلاً قاتماً تعلق خصلاته على أغصان الشجيرات أو يسقط تلقائياً عن أجسامها في كتل كبيرة مع قدوم الربيع وقد هجن الإنسان الأغنام فقصرت قرونها وطالت أذنابها وصارت تعطي صوفاً أبيض أقل طولاً. وقبل أن يبدأ استخدام الموسى في العصر الحديدي كانت الأمشاط البرونزية أو العمل اليدوي هي الوسائل السائدة لنزع صوف الأغنام.
صناعة الصوف الملبد سبقت صناعة الصوف المغزول:
من المرجح أن الملابس الصوفية القديمة كانت تصنع من حصائر الصوف الملبد، وليس من الصوف المغزول. ومازالت الصين اليوم تصنع الصوف الملبد بالطريقة التي سادت في القرون القديمة، ولا تزال مراحل عملية تلبيد الصوف في جدارية واضحة في بومباي- الهند.
وكان الإغريق يغطون باطن خوذاتهم المعدنية به كما كان الجنود الرومانيون يرتدون المدارع الصوفية السميكة، وقد ذكر بليني الأكبر (العالم الروماني غايوس بلينيوس سيكوندوس، 23- 79 م) في كتابه ” التاريخ الطبيعي ” الذي عد مرجعاً علمياً في القرون الوسطى، إن الصوف الملبد يصبح مقاوماً للحديد والنار إذا ما عولج بالخل.
إضافة إلى الخل أستعمل الرومان بول الأنسان في تنظيف الصوف، حيث كانوا يحملون البول في جرار فخارية بكميات كبيرة من الحمامات العامة إلى مصانع الجلود.
” وهناك تصحيح جديد في مدينة صبراتة الأثارية حيث كان يعتقد بوجود حي أو شارع لمعاصر الزيت على شاطئ البحر بقرب الميناء ، ولكن الآن البروفيسور (د. ماتينجلي) يضحض هذه الفكرة- باعتباره متخصص في معاصر الزيت الرومانية في شمال أفريقيا- ويؤكد من ناحية أخرى بأن هذا الشارع خاص بصناعة دبغ الجلود، ومغاسل الصوف، التي كانت تحتاج، في عصر الرومان إلى البول وماء البحر، فهذا الحي بالإضافة إلى وقوعه على حافة البحر فإن الحمامات العامة (حمامات هيدريان) على بعد متر واحد منها، بل والأطرف من هذا – أن الجزء المواجه ” لشارع مغاسل الصوف”، من الحمامات هو المراحيض العامة”. هذا ما اقتبسناه من السيد يوسف الختالي في ما يخص مغاسل الصوف في صبراتة الأثارية العتيقة.
وارتبط الصوف ب ” الصوفية والتصوف”، حيث يرمز لباسه إلى الخشونة والبساطة وشظف العيش بالتالي الزهد في ترف الحياة. ويعتقد الكثير من المؤرخين العرب أن كلمة أو مصطلح ” الصوفية”، هي عربية ولكنهم لا يغالطون سوى انفسهم، فإن الأصل في مصطلح الصوفية – في الإسلام – هو الكلمة اليونانية ” صوفيا أوسوفيا-Sophia ” وتعني الحكمة.
النسيج الليبي في ما قبل التاريخ:
اللوحات الصخرية كمصدر تاريخي للنسيج:
ليس من السهل تحديد الزمن الذى عرف فيه الإنسان حرفة النسيج في ليبيا. وإن أقدم مصدر وجدت فيه أثار للنسيج هي لوحات الكهوف في (أكاكوس وتاسيلي) حيث وجدت نقوش تشهد على أن صناعة النسيج في هذه المنطقة كانت متقدمة وتدل على أن السكان كانوا على دراية تامة بفن الحياكة ولهم خبرة طويلة العهد ومتعددة النواحى. وهذا ما يلاحظ من خلال النقوش الصخرية عن الأزياء المستعملة في تلك الفترة والتي ظهرت فيها المرأة بأزياء متعددة، بعضها يشبه لباسنا في الوقت الحاضر.
وإذا ما تأملنا اللوحة الأولى من اليمين في الصورة رقم (001)، لأمكننا تمييز السيدة التي تتوسط الرجلين بأنها ترتدي ثوب شفاف طويل يتجاوز الركبتين ويبدو من خلال الرسم انه منسوجاً، وترتدي خلاخيل في ساقيها عند الأقدام. هذه اللوحة الصخرية من هضبة آكاكوس، وادي (وان آميل)، ترجع- حسب تقدير موري- إلى الدور الرعوي القديم- الألف الخامسة قبل الميلاد.
أما اللوحة الثانية على اليسار من نفس الصورة، فهي لوحة صخرية ملونة- من وادي (ديرباون) في هضبة تاسيلي- تصور فتيات يمتطين ثيران، يتبخترن في غاية الأبهة، ويرتدين ثيابا فاخرة، مزخرفة الأذيال والأكمام، ويبدو من أناقة التلوين، أن الثياب منسوجة من خيوط رفيعة وناعمة والتي من الممكن أن تكون من نبات القنب. يرجع (لوت) هذه اللوحة حسب التقويم الزمني الخاص به إلى مرحلة الثيران، أي في الألف الخامسة قبل الميلاد. أخذت عن كتاب (لوحات تاسيلي) للمؤرخ الفرنسي هنري لوت.
ويقال أن الليبيين في العصور الحجرية لبسوا رداء من الجلد ولكن هذه النقوش المذكورة أعلاه تبين بوضوح أن بعض من تلك الملابس كانت شفافة؟، وهو ما ينفي القول السابق.
وعن مصدر الأقمشة ذات الألوان والرسوم الدقيقة التي صنعت منها ثياب الليبيين تشير الآثار المصرية (منذ المملكة القديمة) إلى أن الليبيين كانت لهم علاقات تجارية مع السودان في الجنوب ومصر وشعوب جنوب البحر المتوسط، وتدل النقوش على أن الليبيين حصلوا على هذه الأقمشة من سوريا أيضاً(ديفيد راندال). ومصر والسودان كانتا مصدر للقطن الذي استنأس به الفراعنة في طقوسهم المقدسة طوال فترة حكمهم. حيث كان ضروري جداً أستعماله في طقوس العبادة عكس الصوف.
صناعة النسيج في عصر الفراعنة:
ليس كل ثوب صالحاً لترتديه الآلهة والكهان – الصوف مثلاً ،لا يمكن أن يدنو بأي صفة كانت من الكائنات والأشياء المقدسة. والقطن والكتان الناعم يستخدمان فقط في إكساء الأشخاص المقدسين ، وهو القماش الوحيد الضروري الذي يقدم للتماثيل الالهية. لهذا الغرض ألحقت معامل النسيج بالمعابد، التي كانت مهمتها الوحيدة، تحضير الأقمشة المخصصة للعبادة، وكانت هذه المعامل تزود المعبد بالأقمشة بانتظام، والتي خصصت لها غرفة دعيت ” غرفة الأقمشة ” المكرسة لحفظ الاحتياطي من الألبسه. وتستمر طهارة الإله إذن، بالتقدمة المتتابعة لأربعة شرائط من قماش الكتان الناعم، المحفوظ في صندوق قدس الأقداس، القماش الأبيض أولاً ثم الأزرق، الأخضر، أخيرا الأحمر. (سيرج سونيرون).
{ ولم نجد إلى غايةهذه الساعة أية صورة لآلة المنسج الأفقي في الأيقونات الفرعونية، ولهذا، يمكن القول- باطمئنان أن المصريين القدامى، قد استعملوا منذ العصر الحجري الحديث- المنسج العمودي، وهو يشابه بكل الوجوه المنسج الأمازيغي المنتشر استعماله في جبل نفوسة ومصراتة، ومسلاتة وترهونة وكذلك الإقليم البرقاوي، وغيرها من الأقاليم الليبية. }
وكان الغزل والنسيج أيضا من أولى الصناعات التي مارسها المصريون منذ عصورهم الأولى إذ ترجع إلى العصر الحجري الحديث وقد عثر على بقايا نسيج من ذلك العصر، ثم من العصور التالية وكلها من الكتان. ولكن هذا لا ينفي معرفة المصري لأنواع أخرى من المنسوجات، مثل الصوف والحرير والقطن في عصور متأخرة.
وكان الغرام بالألوان المختلفة يقتصر على المنسوجات الخشنة،أما المنسوجات الرقيقة المخصصة للملابس من عصر الدولة القديمة فكانت تخلو تقريباً من التلوين والتنميق إذ كان يقتصر كل جهد وكل عناية على صنع أدق ما يمكن صنعه من الكتان (الأبيض) والذي بلغ حد الكمال المدهش، وحسبنا أن نتذكر ملابس الأشراف البيضاء التي كانت لفرط رقتها تشف عن أعضاء الجسم.
” ومن الصناع من كان يعمل في نسج القماش من أدق الخيوط المعروفة في تاريخ النسج كله، وقد عثر المنقبون على نماذج من الكتان منسوجة منذ أربعة آلاف عام مضت، وعلى الرغم من عوادي الزمن، فإن خيوطها بلغت من الدقة حداً لا يستطيع الإنسان معه أن يميزها من خيوط الحرير إلا بالمجهر، وإن أحسن ما أخرجته المناسج الآلية في هذه الأيام ليعد خشناً وغليظاً إذا ما قيس إلى هذا النسيج الذي كان يصنعه المصريون الأقدمون بأنوالهم اليدوية”. (محمد الخطيب).
ومن الجلي أن المصريين أنفسهم كانوا يدركون أنهم يبدعون في هذا الفن، فقد أرجعوا إلى الإلهة (تايت- طايط) ابتداع النسيج، كما أن هناك نصوصاً عديدة تشيد بملابس الآلهة والفائف الموتى. وفي نقوش الدولة القديمة ورد ذكر أسماء خمسة أنواع مختلفة من الكتان.
وكانت طريقة النسج طريقة بسيطة وهي أن يشد سدى الثوب في وضع أفقي بين ماسكين مثبتين بالأوتاد في الأرض، ولذلك يجلس النساج القرفصاء ويستخدم خشبتين تدفعان بين خيوط السدى لتقسيمه، وكانت خيوط اللحمة تنسق وتحكم بخشبة معقوفة. غير أنه في عصر الدولة الحديثة أدخلت بعض التعديلات، إذ نرى مشطاً منصوبة لها دعامتان عموديتان مثبتان في الأرض بشكل يسمح يتحريك الماسكين الأسفل والأعلى.
يقول المؤرخ محمد الخطيب:
” وتدلنا النصوص أن النساء كن يقمن بدور كبير في صناعة الكتان، وهذا يتفق مع ما تظهره مناظر المقابر من وجود نساء يعملن على الأنوال، بل إن منهن من تعمل على مغزلين في وقت واحد، وتفتل خيوط كل مغزل من نوعين من الكتان”.
تصحيح:
{ إن المصريين القدماء- وكذلك الإغريق والرومان- لم يستعملوا مغزلين في وقت واحد، ولكنهم مثل الأمازيغ استعملوا المغزل الصغير (تزضيت تامشكانت) مع ما يسميه العرب الليبيون (اللقاط) ويسمى بالأمازيغية (أولفيش): وهي عصا قصيرة يزيد طولها عن الشبر قليلاً، قد تكون من خشب أوعظام، ووظيفة أولفيش في ان يلف عليه الصوف بعد الانتهاء من عملية المشط. ثم يسحب منه الصوف إلى رأس المغزل الصغير (تزضيت).}
للمقارنة انظر أدناه في الباب الثاني: أهم الأدوات المستخدمة في صناعة الصوف.
آلهة النسيج الليبية المصرية:
الإلهة نيّث:
إلهة النسيج عبدت في مصر قبل عهد الأسرات وأصلها ليبي- وجدت علامتها موشومة على أجسام الأسرى الليبيين في لوحات منقوشة على مقبرة سيتي. (واليس بدج- دافيد راندال- أوريك بيتس).
ويعتقد العلماء المذكورون أعلاه أن الشكل المبين لعلامات نيت وأوصافها (رقم 003 – a & b) يرمز إلى ” المكوك” الذي يستعمل في النول الأفقي (وهو يشبه النول الطرابلسي). بينما يذهب آخرون إلى أنها إلهة الحرب في ليبيا بالنظر إلى إحدى علاماتها الأخرى وهي القوسين التقاطعين. (أنظر كذلك ليبيا في التاريخ).
ولكني أعتقد بأن العلامات الأولى هي رموز تجريدية لجذع النخلة وأليافها، وهو أصل إلهام حرفة النسيج.
وفي اللغة الأمازيغية (نيت معناها = هي)، ومعنى ذلك إن الإلهة نيّت غير معروفة الملامح، ويتفق ذلك مع المعنى المصري القديم لنفس الكلمة، وتشترك معظم الألهة القديمة في صفة الأختفاء. ويعتبر اسم نيت من الأسماء الشائعة عند الأميرات الفرعونيات.
يقول واليس بدج في كتابه (آلهة المصريين القدماء):
” ترتبط عبادة(نت) أو(نيث) بتشخيص على هيئة بِركة الماء الأولية التي ظهر منها إله الشمس- رب الأرباب الفرعونية – (رع). وأصل الكلمة في المصرية القديمة من ناحية ثانية: إذا أرجعنا كلمة (نت) إلى الجدر(نتت)الذي يعنى الفعل ينسج في هذه الحالة يمكن قبول وجة نظرالعلماءالذين وصفوها كإلهة للنسيج والذين راءو في علاماتها المقدسة (والتي تظهر في أوشام الليبيين) وتصور عادة فوق راسها (كرمز لمكوك النول).
وتسمى الإلهة (نيّث) في النصوص الفرعونية ” سيدة الغرب “- وتكتب نت أو نيث- وهي طبقاً للنصوص الفرعونية المختلفة تمثل إلآهات متباينة، والتي ولدت في عصور مختلفة، ومراحل متعددة من الحضارة الفرعونية. وخصائصها لا يمكن تميزها عن خصائص أيزيس، وأقدم معبد مشهور لها في مدينة (سايس)، وقد عبدت فيما قبل الأسرات، ويقول وليس بدج أن أصل هذه الإلهة بخصائصها الرئيسية ترجع إلى دلتا النيل وشرق ليبيا وتتمثل خصائصها في شعائر النسل والتكاثر “.
ويؤكد د. رجب عبد الحميد الاثرم أن نيث في غرب الدلتا هي نفسها تانيت في الإقليم الطرابلسي. (انظر محاضرات في تاريخ ليبيا القديم).
” وكانت تسمى في العصور القديمة { الواحدة التي وجدت قبل الوجود }.
و(نت) هي الأم الكبرى التي ولدت (رع) وهي التي: ” أول من ولد كل شي، قبل أن يكون أي شي قد ولد، ولكنها هي في ذاتها لم تولد”. وتقول في إحدى النصوص التخليدية واصفة نفسها:
” أنا كل شي قد وجد- وكل ما هو موجود- وكل ما سيوجد- ولم يوجد أي أحدٍ ذاك الذي يميط لثامى”.
ولكن المصريين أطلقوا نفس هذه الصفات على (أيزيس) ولكن باسم (أثينا) التي تقول: لقد خلقت من ذاتي.
ومعنى كلمة نيت أو نت في المصرية القديمة: ” هي أو الموجودة- أوالتي وجدت” وتوصف كذلك في النصوص الفرعونية ب ” الخفية”. (من كتاب ألهة الفراعنة- واليس بدج. ترجم النص: يوسف أحمد الختالي.).
وأخيراً ينبغي أن نشير إلى أن ” لثام نيث الذي لم يميطه أحد” يمكن أن يقارن بلثام الإلهة الإغريقية (برسيفوني) الذي لم يوجد سوى في ليبيا! بل يؤكد عالم الآثار الليبي الأستاذ: عبد القادر المزيني ” بأنه لا يوجد خارج مدينة ” قورينا” بالتحديد- أي تمثال ل (برسيفوني) يتشح بلثام أو بوجه خالٍ تماماً من الملامح البشرية.
وبناءً على ذلك يمكن أن نستنتج أن الليبيين القدامى قد وحدوا بين لثام نيث ولثام برسيفوني إلهة الموت والبعث.
الإله زث:
لقد عرف فن النحت البارز في منطقة وادي النيل منذ عصور ماقبل التاريخ. وتعد اللوحة التي عثر عليها في مقبرة الملك (زث) أوالملك الثعبان، من احسن النماذج النحتية، حيث نقش عليها صورة الإله (حورس) واقفاً على واجهة قصر، رمز له بالصقر، ونقش من تحته ثعبان رمزاً للملك زث. توجد هذه اللوحة بمتحف اللوفر بباريس. (عن مجلة اثار العرب وكذلك انظر إريك هورنونج). وكما هو معروف أن كلمة (زت أو زط) تعني في الأمازيغية نسج. وهذا يوضح قرابة اللغتين المصرية العتيقة واللغة الأمازيغية، وذلك ما يؤكده أغلب العلماء (بيتس- راندال- بدج- ماتينجلي- موري- لوت- سيريل ألدريد).
ملابس الليبيين القدماء في الوثائق المصرية العتيقة:
” كان الليبيون القدماء يلبسون قميصاً يغطي النصف الأسفل من الجسم ابتداء من الوسط إلى الركبتين، وقد صورهم المصريون القدماء على آثارهم بهذا اللباس. وكانوا يلفونه حول الجسم بحيث يلتقي طرفاه في الأمام، ثم يثبتونه بحزام عند الوسط. أما الرداء الطويل الذي ظهر به بعض الليبيين في النقوش التي ترجع إلى أيام الإمبراطورية المصرية القديمة، فكان خاصاً بالوجهاء وعلية القوم. وكان الرداء يغطي الجسم كله فوق الأكتاف بمشابك خاصة.
ثم لبس الليبيون نفس الرداء بعد أن أضافوا إليه الأكمام، وجعلوه بمشبك واحد فوق الكتف اليسري، وكان مفتوحاً من الأمام وتحته قميص يغطي النصف الأسفل من الجسم، وقد ثبت في الوسط بحزام.
وكان الليبيون القدماء يزخرفون ملابسهم برسومات ملونة، أو بأجزاء إضافية تحاك فوق الرداء نفسه، ولاسيما عند الوسط، كما كانوا يلبسون في آذانهم أقراطاً مختلفة الأشكال وكانت هذه الملابس تصنع عادة من الجلد. أما ما كان يصنع من الأقمشة المنسوجة، فكانوا يجلبونها من سردينيا، وهي جزيرة تقع غربي إيطاليا كانوا يستوردون منها أسلحتهم المعدنية أيضا.
أما أقدامهم فكانوا يلبسون بها الصنادل، وقد يسيرون حفاة الأقدام في كثير من الأحيان. ولم تكن ملابس النساء تختلف كثيرا عن ملابس الرجال.
وكان لبساهم عبارة عن رداء طويل شفاف من اللون الأبيض المائل للحمرة تزينه رسوم ملونة منسوجة مع القماش ويثبت الرداء على الكتف الأيسر بحمالة ويصل الرداء إلى ما فوق الكعبين، وهو مفتوح من الجانب، ويزين حاشيته أهداب ملونة باللون البني الفاتح والغامق، وزين عند الوسط بقطع من القماش بيضاوية الشكل.
وللرداء حزام من داخله يحيط بالخصر عقد طرفاه من الأمام بشكل زخرفي، بينما زين أحد أفراد طرفي الحزام بالعلامة الخاصة بالآلهة ” نيت “.(انظر أوريك بيتس والبرغوثي).
من خلال هذا الوصف يمكن أن نقول انه رداء متطور وعملي أكثر من لباس الجرد ويشبه لباس الأمازيغ القديم المعروف بتاقدوارت، والرسوم الملونة تؤكد أن الليبيين قد عرفوا الصباغة وزخرفة الملابس (كللا) منذ تلك العصور.
يذكر الدكتور فضل علي محمد في روايته الشفوية المسجلة أنه قد عثر على مومياآت- وعددها خمسون- بطريق الصدفة في منطقة الجغبوب. وبعد حفريات أجراها هو بنفسه- للأسف لم تنشر تقاريرها بعد- نقلت إلى إيطاليا للتحليل. ولم تصل النتائج إلى ليبيا بعد. ويقول الكتور في وصفه للمومياآت أنه يؤكد الملاحظات التالية:
1) نمط التحنيط الذي أستخدمه الليبييون كان أرقى من التحنيط المصري.
2) طريقة لف الموميات كانت تختلف أختلاف كامل عن الموميات المصرية وقد ستعمل فيها أسرة من شجر الزيتون.
3) وجدت المومياآت في داخل قبور وعليها كتابات بالتيفيناغ.
4) بالرغم من أن نتائج التحليل لم تصلنا ولكن نقدر بكل ثقة أن تاريخها يعود إلى ماقبل الميلاد.
(عن د. فضل علي محمد- تسجيل صوتي).
النسيج في العصر الإغريقي:
نظراً لقلة المصادر الخاصة بالنسيج اليوناني أعتمدت على بعض الرسوم الخاصة بالمقابر والأساطير فوجدت فيها ما يؤكد أن صناعة النسيج أغلبها ترجع إلى عصور قديمة جداً. وأن هناك نساء يونانيات ماهرات ومشهورات في صناعة النسيج يحكن أنسجة شفافة كالنسيم من خيوط رقيقة كالضباب والذي يؤكد ذلك هو أسطورة أرخنا الفتاة التي تحولت إلى عنكبوت بسبب الخصومة بينها وبين سيدة النسيج الأغريقي أثينا، وأصبحت تُصور كرمز للحائكة.
وأراخني (Arachne) هي فتاة من البشر الفانين من مدينة ليديا في بلاد اليونان تحدت الإلهة أثينا إلى مبارة في النسيج. وتجلت قوة الأرباب في أثينا فانتصرت في المباراة، وعندها مزقت أثينا قطعة نسيج أراخني، فأصابها اليأس وشنقت نفسها، فحولتها الربة أثينا إلى عنكبوت وحكمت عليها أن تظل معلقة وتغزل إلى الأبد عقاباً على إهانتها.
وأصبح اسم هذه الفتاة يتشابه مع المصطلح العلمي للعنكبوت هو arachnid . (ماكس شابيرو- رودا هندريكس).
وهناك أيضاً أسطورة بينلوب زوجة أوديسيوس كما وردت في الأوديسيا- بينلوب PENELOP وهو اسم مركب من كلمتين: الأولى يعني أصلها ” نسيج ” والثانية ” يفك “. ويرى العلماء أن لفظ بينلوب ” المرأة التي تفك النسيج ” ويشير معنى هذا الإسم إلى الزوجة التي كانت تغزل أثناء النهار وتفك ما تغزله أثناء الليل، حتى لا تنتهي من صنع هدية الزفاف التي بدونها لن يتم زواجها من أحد الطامعين فيها. (محمد الخطيب).
ويبدو أن النساء الإغريقيات استعملن (تزضيت وأولفيش) بنفس الطريقة التي استعملنها الأمازيغيات كما هو موضح بالشكل ادناه رقم (005) المرسوم على قدح إغريقي من الفخار. وهو يوضح تشابه المنسج الإغريقي مع الأمازيغي العمودي. أما التراقيون فقد صنعوا ملابس من القنب – وكانت شبيهة جداً بالملابس الكتانية – إلى درجة أنه لا يمكن تمييزها باللمس، إذا لم يكن هناك سابق معرفة بها.
وهذا وصف لبعض ملابس نساء اليونان كما وجد في مقبرة (روفو):
يبدو أن هذه الملابس كانت خاصة بالرقص الجنائزي الذي كانت تقوم به النساء، وعادة ما يصور في المقابر الإغريقية، وقد كن يلبسن أردية طويلة ذات الوان زاهية من الخيتون الطويل تتخللها شرائط عريضة أفقية ورأسية تتكرر من جديد في الأطراف السفلى لأغطية الرأس الملونة بألوان صارخة حمراء وسوداء وصفراء وخضراء. (د. ثروت عكاشة).
ولقد وجد في قورينا- المدينة الليبية الإغريقية- لوحة جنائزية يعلوها نحت بارز للمغزل الصغير واللقاط الذي يتبعه، وأسفله نقش إغريقي يبدو أنه يمجد إمرأة متوفاة كانت مشهورة بإتقان النسيج، على نحو ما سنراه في فقرة العصر الروماني.
أصل الرداء الإغريقي:
لقد أشار الكثير من الرحالة والعلماء إلى أن اللباس الروماني منقول عن اللباس اليوناني القديم، وأن اليونان قد نقلوا العباءة أو الجرد عن الليبيين القدماء. ومنهم المؤرخ الإيطالي غوليا لم ناردوتشى في كتابه برقة منذ الإستيطان الإغريقي.
وهذا ما يؤكده العالم البريطاني (سمث كاج بيركت- Smith Kaj.Birket) في كتابه ” ممرات الحضارة ” Pathes of Culture الصادر (عام 1965 في الصفحة 183).
وكان هيرودوت قد ذكر في تاريخه ان ” ثوب ودرع أثينا قد نقلهما الإغريق عن النساء الليبيات. ” وقال: ” غير أن لباس النسوة الليبيات جلدي وعذبات دروعهن مصنوعة من جلد الماعز. (هيرودوت).
النسيج الليبي في العصر الروماني:
الجرد الأمازيغي الذي كان يرتديه الليبيون أيام الرومان استمر إلى الوقت الحاضر:
يقول سوانسون كاوبر في كتابه مرتفع آلهات الجمال :
” الزي الطرابلسي الذي يلبسه جميع المسلمين المحليين في المدن أو في الريف هو “البرقان” أو الحولي ، ولا نشاهد هذا اللباس البديع في الشرق إلا بين تونس ومصر، وهو يمتاز بميزات خاصة به وحده. فهو يتألف من جلباب أبيض ملفوف بعناية حول الجسم بحيت تظل اليد اليمنى حرة وكذلك بحيث يكون في الوسع رفع طرفه ليكون غطاء للرأس كما يظهر على الناس عموماً ولما كان (البرقان) منتشراً في القسم الأكبر من المناطق الرومانية السابقة من افريقيا فلا شك في انه (التوجة) الرومانية التي وجد الفاتحون المسلمون الناس ملفعين بها فتبنوها هم أيضاً لا نفسهم. وهنالك طبعاً أنواع كثيرة من ” البرقان ” فالذي يرتديه الفقراء هو من القماش الابيض الميال إلى السمرة وهنالك أيضاً قماش عادي شديد السمرة. أما النوع الذي يرتديه الناس الاعتياديون فهو من الصوف الأبيض بينما يرتدي المتأنقون والأغنياء قماشاً من الحرير المخطط الجميل ومع أن اللباس نفسه لا يتغير إلا أن طبعات الخطوط الملونة تختلف من سنة الى سنة أخرى. وفي موسم البرد يوضع فوق ” البراقان” برنص تونسي مع قلنسوة وبين هذه الأردية أنواع ملونة الخطوط وسميكة بحيث انها تكون دافئة ومانعة لتسرب المطر”. (انظر ه . س . كاوبر).
ملاحظة:
ويطلق الكتاب الأوروبيون إسم (بركان -Baracan) على العباءة الليبية الصوفية الرجالية والنسائية، وذلك في القرون السابع والثامن والتاسع عشر، ومما يزيد الأمر سوءً أن المترجمين العرب يحرفونها إلى (برقان) ولا نجد أي تفسير لغوي لهذه الكلمة في أصلها الإنجليزي }. راجع مس توللي – أنتوني كاكيا وغيرهم.
نقش لاتيني عن النسيج:
ويبدو أن من ملامح الثقافة السائدة في العصرين الإغريقي والروماني أن تكون إحدى أهم الصفات الحميدة للزوجة الصالحة التي تستحق المديح فيما بعد الوفاة هي أن تكون نسَّاجة ماهرة فلقد وجد نقش لاتيني يرجع تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد- كتب على قبر زوجة يمدحها زوجها على إتقانها حرفة النسيج:
” أيها الغريب،إننى أقول لك قولاً موجزاً، قف واقرأ.هذا قبر غير جميل لإمرآة جميلة أطلق عيها أبوها اسم كلوديا.
وقد أحبت بعلها من صميم قلبها، وأنجبت ابنين، تركت أحدهما حياً على الأرض ودفنت الآخر تحت الثرى. كان حديثها مرحاً ومظهرها لائقاً. كانت تدبر شئون المنزل وتغزل الصوف. لقد قلت قولي فاذهب لحالك “. (عن دونالد . ر. ددلى).
منسوجات جرمنتية من عصور الرومان:
في كتاب ” روما وراء الحدود الإمبراطورية ” بقلم السير ” مورتمر هويلر ” الذي نشرته سلسلة ” بليكان ” يتحدث فيه عن أكتشاف البعثة الإيطالية برئاسة البروفسور ” بيشي ” يساعده الدكتور ” جاكومو كابوتو ” والبروفيسور ” سيرجي ” عام 1933 – 1934 م في مناطق مختلفة من فزان.
ولقد اهتمت البعثة أكثر ما اهتمت بالمقابر الكثيرة التي وجدت آلافاً منها. وبمحتوياتها الدالة على سعة العيش ويسر في الحياة وفي الممات. قال الكاتب: وقد وجد في بعض القبور ما يدل على الغنى، من ذلك القناديل الرومانية الفخارية. وقدح أخضر مزخرف بنقط زرقاء، وآنية من الزجاج تحمل كتابات يونانية، وحجارة مصقولة منقوشة الجوانب، وقدحان من الفخار مطليان بألوان صفراء وبرتقالية وبيضاء. وعلى كثير منها كتابات ترجح انها جاءت من الآسكندرية، وأخرى تشير إلى أنها جاءت من سوريا، مما يدل على علاقة وثيقة بين هذه المنطقة وحوض البحر المتوسط. غير أن بعض الأدوات الاخرى توضح أنها من صنع محلي دقيق.
وقد رأت البعثة في قبر آخر – يبدو أنه لسيدة من علية القوم – يشمل ضريحاً مبنياً بعناية، وأمامه مذبح ومنضدة نذور وبقايا درج لهرم يقدر حجمه بأربعة وعشرين قدماً في خمسة وعشرين.
ومن بين الأثاث الجنائزي الذي اكتشف داخل هذا القبر، عثرت البعثة على مجموعة من الصحون حمراء اللون وأكواب يحمل بعضها عبارات باليونانية لتحية الضيوف مثل: ” اشرب بالشفاء” و ” في صحتك “.
وعثرت البعثة أيضا على مزق من ثوب صوفي ذي أرضية ارجوانية، تعلوها زخرفات صفراء وحمراء وزرقاء، تدل على قدرة واتقان في الصناعة والصباغة على حد سواء.
ويبدو أن هذه المنسوجات الأثرية قد اختفت من ليبيا لأنها لم تظهر في صور كتاب بروجان عن قرزة 1979 م – وكذا في الكتاب الأخير ل ماتينجلي عن جرمة 2003 م. (انظر سليمان أيوب- ماتينجلي).
أنواع الأردية الرُومانية:
كانت الأردية الرومانية في البداية متأثرة بالروح اليونانية وتميل إلى الضيق أوالاتساع وتوجد بها زخارف في بعض الأحيان
، واستخدم الرومان: ” الهيماتيون” وهو الرداء الإغريقي الذي يغطي كتفا ويترك الأخرى عارية، وأطلقوا عليه إسمين هما : ” بالايوم – Palaeum ” وهو عباءة الرجل – و ” بالا- Pala ” وهو عباءة المرأة.
ولكن في نهاية العصر الجمهوري أطلقوا على العباءة الرجالية إسم ” توجا – Toga” والتي كان من أهم أنواعها:
1 – التوجا ذات الكفة:
كانت العباءة المميزة للملوك في العهد الجمهوري لبسها الحكام والقناصل وغيرهم من ذوي المناصب العليا في ورما وكذلك أغرم بها الشباب في السن المبكر. وتقول النقوش اللاتينية في روما أن الامبراطور (سيبتميوس سيفيروس) قد أهدى هذا النوع من التوجا إلى ابنه (كركللا) عندما عينه قنصلا وشريكا في الحكم ولقّبه بلقب “الزميل”.
ومن المعروف (كركللا) ليس اسمه ولكن لقب يعني ” هو الذي يرتدي ” الثوب- Tunic ” الكيلتي أوالغالي، أي من بلاد الغال وهي فرنسا حاليا. أما اسم (كركللا) الحقيقي هو (ماركوس أوريليوس أنتونينوس بيوس).
2 – توجا الرجولة:
كانت عباءة للمواطن الروماني العادي وكذلك المترفين منهم وتصنع من الصوف بلونه الطبيعي ولا تُحلَى بشريط.
3 – توجا الحِداد:
وتستخدم في مناسبات الحداد وكانت ذات لون قاتم رمادى أو بني أو أسود وتصنع من الصوف الأسود.(تحية كامل حسين – ثروت عكاشة).
هناك بعض النقاط التي يتشابه فيها الرداء الروماني بالليبي هي:
عند المقارنة بين الرداء الروماني والليبي نجد أن هناك بعض النقاط التي يشترك فيها الطرفين مثل التوكامية وهي الربطة التي على الصدر- ووجود الزخارف على هيئة شريط في نهاية الرداء هذا بالنسبة للرداء الليبي أما الروماني فهناك شريط بنفسجي اللون- والمادة المستخدمة في كل من الردائين هي الصوف- أستعمل الطرفيين الألوان البيضاء والسوداء والبنية- تعددت أنواع العباءة الرومانية وارتبطت بالمركز الأجتماعي وهذا يتشابه مع العباءة الليبيية. فما السر في ذلك التشابه ياترى؟
النسيج الليبي في العصور الوسطى :
يصف ابن حوقل طرابلس بقوله:
” مدينة بيضاء مبنية بالصخر الأبيض على ساحل البحر، خصبة حصينة كبيرة، ذات مربض، صالحة الأسواق، بها من الفواكه الطيبة اللذيذة كالخوخ والكمثرة، وبها الصوف الرفيع، وطبقات الأكسية الفاخرة الزرق والكحل والنفوسية، والسود والبيض الثمينة إلى المراكب التى تحط بها ليلاً ونهاراً من بلد الروم وأرض المغرب، وأهلها قوم مرموقون بنظافة الأعراض والثياب والاحوال، ومتميزون في اللباس وحسن الصورة والقصد في المعاش إلى مروءة ظاهرة وعشرة حسنة” .
ويصف ابن خلدون صناعة الحياكة والخياطة بقوله:
هاتان الصناعتان ضروريتان في العمران لما يحتاج إليه البشر من الرفه فالأولى لنسج الغزل من الصوف والكتان والقطن إسداءً في الطول وإلحاماً في العرض لذلك النسج بالالتحام الشديد فيتم منها قطع مقدرة فمنها الاكسية من الصوف للاشتمال ومنها الثياب من القطن والكتان للباس والصناعة الثانية لتقدير المنسوجات على أختلاف الاشكال والعوائد تفضل بالمقراض قطعا مناسبة الاعضاء البدنية ثم تلحم تلك القطع بالخياطة المحكمة وصلا أو تنبيتا أو تفسحا على حسب نوع الصناعة وهذه الصناعة مختصة بالعمران الحضري لما أن أهل البدو يستغنون عنها وإنما يشتملون الأثواب أشتمالا وإنما تفصيل الثياب وتقديرها وإلحامها بالخياطة للباس من مذاهب الحضارة وفنونها وتفهم هذه في سر تحريم المخيط في الحج لما أن مشروعية الحج مشتملة على نبد العلائق الدنيوية كلها والرجوع إلى الله تعالى كما خلقنا أول مرة حتى لا يعلق العبد قلبه بشي من عوائد ترفه لا طيبا ولا نساء ولا مخيطا ولا خفا ولا يتعرض لصيد ولا لشي من عوائده التي تلونت بها نفسه وخلقه مع أنه يقفدها بالموت ضرورة وإنما يجى كأنه وارد إلى المحشر ضارعا بقلبه مخلصا لربه وكان جزاوة إن له إخلاصه في ذلك أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه سبحانك ما أرفقك بعبادك وأرحمك بهم في طلب هدايتهم إليك. وهاتان الصنعتان قديمتان في الخليقة لما أن الدف ضروري للبشر في العمران المعتدل وأما المنحرف إلى الحر فلا يحتاج أهله إلى دف ولهذا يبلغنا عن أهل الإقليم الأول من السودان أنهم عراة في الغالب، ولقدم هذه الصنائع ينسبها العامة إلى أدريس عليه السلام وهو أقدم الأنبياء وربما ينسبونها إلى هرمس وقد يقال إن هرمس هو أدريس والله سبحانه وتعالى هو الخلاق العليم”.
(من مقدمة العلامة ابن خلدون).
نسيج ليبي من العصور الوسطى في مدينة قرزة (عن أولوين بروجان):
تقول (ليدي أولوين بروجان) في كتابها ” قرزة مستوطنة ليبية في العصر الروماني”
” إن الدراسات الأثرية للنسيج الإسلامي لم تكد تبدأ، ولازال الكثير من المواد النسيجية التي تثير الأهتمام في العالم الإسلامي لم تتعرض للدراسة الوافية.
وما يميز منسوجات قرزة ويعطيها قيمة خاصة انها كمجموعة مختلفة التقنيات يمكن تحديد تاريخها، هذه التقنيات التي أصبح البربر في شمال أفريقيا يتقنونها مع نهاية القرن العاشر الميلادي ولا يمكن أعتبار هذه الطرز النسيجية التي وجدت بقرزة منسوجات إسلامية.
وبتحليل النمادج النسيجية المذكورة نستنتج أن السكان قد استخدموا مواد (الكتان والقطن والصوف وشعر الماعز).
تقليدياً نعرف أن مصر كانت مشهورة بالكتان بينما كانت الهند وايران والعراق واليمن بلدان مشهورة بالقطن ولكن التجارة في هاتين المادتين كانت محدودة ولم تتجاوز حدود تلك البلدان.
ومن ناحية أخرى يذكر ابن حوقل أن القطن ينمو في بلاد المغرب قرب تونس ويذكر الرحالة والمؤرخون العرب في القرون الوسطى أن الصوف كان من منتوجات شمال أفريقيا الأساسية.
وتتنوع جودة غزل خيوط السدى في منسوجات قرزة: من النوع الرفيع للمنسوجات الجيدة إلى خيوط السدى الخشنة المستعملة في السجاد.
وتتنوع تقنيات النسيج في قرزة إلى ثلاثة أنواع:
طريقة السدى المتقاطع.
طريقة التطريز على المنسوجات.
طريقة الظفائر التي تنجز بما نسميه اليوم (الطي – وهو سلك معدني طوله 12 سم تقريباً)، أما النمادج الزخرفية فهي تشبه النسيج البريري الذي نراه اليوم عند البربر في شمال أفريقيا فهناك شكل الخط المنكسر، وأشكال المعينات المنقوطة في وسطها، ومثلثات متراكبة إلى غير ذلك.
وتنجز هذه الزخارف أما بلونين الأحمر والأزرق أو بالوان متعددة مثل الأخضر والأحمر والبرتقالي والأزرق والأصفر – أما أن تكون على سطح أبيض أو على سطح مصبوغ”.
ولقد اشارت اولوين بروجان إلى أن قطعتين من النسيج الصوفي تؤرخ إلى فترة الرومان قد وجدتا في قرية زنككرا على قمة جبل زنككرا (وهو موطن الجرمنت)، هاتين القطعتين تشبهان في كثير من النواحي منسوجات التي عثر عليها في قرزة.
وهذا ما يؤكد الاحتمالات الواضحة لكون منسوجات القرن العاشر من مدينة قرزة كانت نتاج لتقاليد محلية ترجع على الأقل إلى 1000 عام مضت، أي منذ العصر الروماني المبكر.
(من كتاب أولوين بروقن / قرزة مستوطنة ليبية في العصر الروماني – ترجم النص: يوسف أحمد الختالي).
النسيج الليبي في العصر التركي:
يمكننا أن نجد أوصافا كثيرة للمنسوجات والملابس الليبية في كتب الرحالة في القرون الأخير ومن بعضهم نقتبس بعض المقتطفات الآتية /
1) الآنسة توللي:
” يلبس الرجل البدوي الجرد من الصوف الأسمر السميك الداكن اللون، طوله خمس أوست ياردات وعرضه حوالي ياردتان، يقوم هذا الرداء بوظيفة الملابس لكل اليوم، والفراش، والغطاء في الليل، يلبسونه بربط الزاويتين العلويتين معاً، بمتكأ من الخشب أوالحديد، ويوضع الجرد أولاً فوق الكتف الأيسر، ومن ثم تطوى البقية حول الجسم يلبسها البعض بصورة رشيقة وظريفة أما أولئك الذين لم يألفوا ارتداء هذه الملابس فليس من الأمور السهلة عليهم لبسها، ومن اليسير الكشف عن الغريب من طيات جرده التي تختلف عن تلك التي يطويها المعتاد على لبسها باستمرار.
تلبس المرأة نفس النوع من الجرد الذي يقوم بصورة عامة بوظيفة غطاء، ويلبس البعض من النساء قميصاً تحت الجرد. يؤلف الجرد جزءاً من ملابس البربر ولكن بالنسبة للسيدات في طرابلس بوظيفة العباءة الخارجية فقط. يلبسنها من الحرير الشفاف الرقيق في المنزل، ومن مزيج من القطن والحرير، من أكثر أنواع البياض جمالاً، ليخرجن من المنزل وفوق ذلك كساء من الصوف الأبيض الرقيق. تضاف إلى ذلك الأردية من الاجواخ الفاخرة التي جعل الترف والرخاء أمراً ضرورياً وواجباً للمرأة الطرابلسية، بينما تغطي المرأة البدوية نفسها بكساء واحد من هذه الكسوات الأربع”.
أستخدام { الدخليليت } في قلعة طرابلس في العهد التركي:
” لا يستطيع أي شخص إلا من كان موظفا رسميا تابعا له أن يدخل الباب الاول فقط يطل الحرم على بحر مرمره . وليس بقدرة أي شخص آخر غير السلطان التركي والمخاصي وحدهم ، أن يتطلعوا على السيدات اللواتي في الحرم وعندما ترغب أية سيدة في الخروج من السراي السلطانية بحرا أو برا فإن السفينة أو العربة التي تركبها يجب أن تغطى غطاء محكما. كما بعد ممر مغلق ومغطى بقماش من الكتان على طول الطريق من باب المقصورة إلى مكان الصعود إلى السفينة أو الركوب في العربات”. (الآنسة توللي).
2) إدوارد ري وهدايا النسيج الطرابلسي:
” لقد أصبحت من كبار مالكي الملابس العربية والعطور واللؤلؤ والكهرمان والمصنوعات الغضية القديمة والحى الذهبية والخزف الشرقي، والقبعات البيضاء والزرقاء و(الحشيش) والمصابيح النحاسية القديمة والمنسوجات الصوفية والحريرية والسجاجيد المصنوعة في طرابلس وبنغازي وزجاجات العطور المطعمة والمرايا اليدوية القديمة. وماذا يمكن أن أفعل بكل ذلك حينما أعود إلى انجلترا؟ لست أدري” . (” ادوارد راي)
3) إفالد بانزة يصف الجرد الليبي:
” الحولي هو اللباس التقليدي في وسط شمال أفريقيا. ويبدو أنه لا ينتشر كثيراً خارج حدود الإيالة.
إنه قطعة قماش كبيرة (4- 6 × 5 . 1 م) تنسج من صوف الغنم، وغالباً مايكون الحولي أبيض اللون، أما البني فنادر. وبعض النساء تتخذه مقصباً بالأسود أوالبني وتتأرجح الجودة والسعر بين ماهو مصنوع من خيوط بنعومة الخيش وسعره ليرة مجيدية (60 . 3 مارك)، وبين النماذج المصنوعة من صوف ثخين وربما يبلغ سعره ثمانية محبوب (25.60) مارك، إن الحولي هو لباس الجنسين ولكنه يختلف في التصميم”.
وصف بانزه لإاسواق المنسوجات الطرابلسية:
” عند الدخول عبر البوابة الخالية من أية زخرفة إلى ضوء السوق الضعيف. هنا الحركة قليلة والتجار ينامون في الغالب على مصاطبهم وأن بياض الجدران يتقاطع مع اللون الغامق لبالات القماش وهنا تبدو طرابلس بصورة شرقية يستحيل تزويرها وعندما توقفنا أمام بعض المعروضات كان إلى يسارنا ثمة أقمشة حمراء وبيضاء مكدسة، وهي أقمشة تلف بها النساء أجسادها. وفي الخلف توجد اللفافة وزينة الرأس النسائية، وبعض قطع الحرير وطرابيش حمراء ملفوفة بالورق. وعلى الرفوف علقت حبال ثخينة من الصوف الملون حسب طلب الحائك لإنتاج البسط والقماش وإلى اليسار يسند التاجر ظهره على كومة عالية من سجاد جربة الذي يلون بألوان غير أصلية ويزين بنماذج هندسية مختلفة ويكون قياس السجاد عادة (1 × 2 م) وسعرها حوالي (20 مارك). وهناك كومة من الحولي الأبيض الجريدي أرخص الأنواع سعرا ويسد مؤخرة الفتحة حمل من المرقوم وهو أغطية صوفية سميكة جداً ذات ألوان مقصبة يكفي غطاء واحد منها لتنام تحته أسرة كاملة. ويتراوح سعر الغطاء الواحد ما بين (25 و70) ماركاً حسب طريقة الصنع.
وإلى جانب ذلك تعرض الخروج التي توضع فوق السرج بحيث تعلق في كل وقت جعبة مفتوحة الفوهة خلف الفارس وتحت فخده”. (انظر إفالد بانزه)
النسيج الليبي في العصور الحديثة:
كانت الصناعة الرئيسية في ليبيا إبان الاحتلال الإيطالي حياكة القطن والصوف والحرير.
وظلت الأنوال الأفقية ذات المكوك والتي تدار باليد والرجل موجودة في ليبيا حتى غداة الاحتلال، غير أنها كانت متوفرة بشكل أكبر قبل الاحتلال الإيطالي، ويعود هبوط هذه الصناعة في الوقت الحاضر إلى سببين: السبب الأول أن معظم الحاكة انتقلوا إلى تونس واستقروا فيها خلال الحرب الايطالية – التركية عام (1911 م) والسبب الثاني أن ايطاليا لم تشجع على تعزيز هذه الصناعة لأن ليبيا كانت سوقاً مربحة للألبسة الايطالية الصنع.
وفي عام (1911) كان عدد الأنوال المستعملة في طرابلس كما يلي:
1700 لنسج القطن.
350 لنسج الصوف.
150 لنسج الحرير.
وكان في مصراتة (250) نولً أفقياً لنسج الصوف وعدد أكبر من الأنوال العمودية لحياكة السجاد والعباءات الصوفية الثقيلة وفي بنغازي استعمل (450) نولاً لنسج القطن و(50) نولاً للصوف وحوالى (10) أنوال للحرير وكان في درنة حوالى(100 نول للقطن و(12) للصوف).
وأما أنواع هذه الحوالي فهي:
الحولي: وهو الرداء المصنوع من القطن.
الحولي الحريري: وهو المصنوع من الحرير.
الحولي الصوفي: وهو المصنوع من الصوف.
الحولي المجعب: وهو المصنوع من الصوف مع قدر قليل من الحرير.
الحولي الحلايلي: وهو ما مزج فيه الحرير والصوف أو الحرير والقطن بنسب متساوية.
الحولي الجبليّ: وهو المصنوع من صوف ثقيل.
ويعادل طول الرداء أو الحولي القطني ما يقارب 13 قدماً في الطول وخمسة أقدام في العرض وكان سعر الواحد منه خمسة قروش وكانت طرابلس تنتج 250.000 رداء في السنة، كان 75 بالمئة منها للإستهلاك المحلي والباقي يصدر إلى تونس وبرقة وكانت خيوط القطن تستورد في الدرجة الأولى من مانشستر وبعضها من النمسا وقليل جداً منها من ايطاليا.
وكان كل الصبغ تقريباً يتم في طرابلس وكانت الألوان المفضلة الأحمر والأصفر والأزرق والأسود وكانت صناعة الصبغ تقوم على يد مئات من العمال المسلمين واليهود.
وصارت شهرة طيبة لغدامس في صناعة الحوالي الأصغر قياساً (خمسة أقدام بقدمين) وصناعة ملابس الأطفال المطرّزة المعروفة بالهردقة وكذلك اشتهرت الملابس القطنية في يفرن وكانت تحاك مطرزة بالخيوط الحريرية أو القطنية.
وكان مقياس الحولي الصوفي حوالى (15 قدماً) بخمسة أقدام وكان معدل سعر الواحد منها عام(1910) حوالى 12 قرشاً ولونه كان أبيض أو مائلاً إلى البياض في الغالب وكان الإنتاج السنوي في طرابلس في السنوات القليلة قبل عام (1911) حوالى (25.000) من الحوالي قيمتها الإجمالية (3.000 ليرة) تركية وكان ثلاثون بالمئة من الحوالي يصدر إلي برقة وتونس ومصر.
وكان يجري غزل الصوف محلياً في السابق غير أن خيوطه كانت غليظة لا تسمح بحياكة أنواع الحوالي الصوفية الخفيفة وعند ذلك أخذ الحاكة يستوردون الصوف المحوك من جربة وكان هذا الصوف يرد إلى جربة من بريطانيا وفيما بعد أصبحت طرابلس تستورد الصوف المحوك مباشرة من بريطانيا وقبل عام 1911 كانت برادفورد تؤمن لطرابلس الغرب سنوياً ما كلفته 1.000 جنيه استرليني من الصوف المحوك.
وكان (الحولي الجبالي) يحاك في الجبل وفي نالوت خاصة من الصوف المغزول محلياً وكان هذا النوع أكثر الحوالي بياضاً في انتاج طرابلس الغرب وذلك لأن الصوف كان يبيض باستعمال الجبس المخفف بالماء وكان مقياس الحولي الجبلي حوالى 16 قدماً بخمسة أقدام وكان سعره يتراوح بين 45 الى ستين قرشاً للقطعة الواحدة .
و(العبى الجبالية) وهي من النوع الثقيل كانت تصنع من الصوف المغزول محلياً بواسطة الأنوال العمودية وكانت النساء يقمن بحياكتها خاصة في منطقة مصراتة وكان مقياسها كمقياس الحولي الصوفي غير أن سعر القطعة منها كان حوالى عشرين قرشاً.
ومن أنواع الصوف المحوك الأخرى التي تختص بها طرابلس: البطانية وكان مقياسها 25 قدماً بستة أقدام أو 18 قدماً بأربعة أقدام ونصف القدم أما سعر الواحدة منها فكان 25 قرشاً و16 قرشاً على التوالي وكانت هذه البطانيات تصنع من صوف مغزول محلياً وبصباغة محلية وكانت تخطط في العادة بخطوط عريضة زاهية الألوان.
وكان سوق طرابلس للحوالي الصوفية هو سوق الرباع الجديد.
ولقد نالت العباآت اللالوتية بالأخص، شهرة واسعة في بياضها الناصع ومتانتها ونعومة صوفها، وأصبحت أكثر شهرة من غيرها من العباآت النفوسية وكثر عليها الطلب لدرجة أن أصبحت تلك العباءة تحمل طابعاً (ختماً) خاصاً يرمز له بوحدة زخرفية معينة، ولقد حاولنا بكل جهدنا للحصول على صورة فوتوغرافية لهذا الطابع الزخرفي، ولكن للأسف ذهبت أمانينا سدىً.
وكانت النساء البربريات في الدواخل يصنعن نوعاً معروفاً من السجاد يسمى (الحمل) وهو مزيج من وبر الماعز والإبل وكان (الحمل) يستعمل أيضا في إقامة الخيام.
نسيج (الكليم – السجاد) المصراتي:
ولمصراتة شهرة كبيرة وصيت ذائع في انتاج السجاد الذي لم تقتصر شهرته على ليبيا بل تعدتها الى بلاد أخرى وكان السجاد هذا من الصوف الصافي ذي الظلال اللونية الطبيعية أو الألوان الاصطناعية الزاهية وكانت أشهر الألوان المستعملة فيه الأحمر والأصفر وكانت تتم حياكة السجاد بالأيدي التي تزينه بأشكال هندسية مع رسوم لمساجد أو غزلان أو رمان أو سائر أنواع الفاكهة والدوائر والخواتم وكانت هذه الأشكال تطرز أحيانا بخيوط حريرية محلية وكانت أحجام هذه السجاجيد مختلفة وكانت تعلق على الجدران أو تفرش على الأرض كما كانت لها أسماء مختلفة بحسب الأشكال والألوان ومنها المدرج والبارة والرمان وصبّاط القاضي والزليس والمرقوم والكليم.
وكان المدرج غير ذي ألوان وكانت له أشكال المعيّنات وكان يصنع بطريقة تذكرنا بطريقة الصناعة السورية .
وكان نوع البارة عبارة عن سجاد صغير متعدد الألوان عليه أشكال المعينات.
وكانت سجاجيد الرمّان تعرف بهذا الاسم بسبب لونها الرمّاني.
اما صباط القاضي فكان نوع السجاد الأصفر اللون أو الأحمر القاتم شبيه لونه بلون الأحذية التي ينتعلها القضاة في داخل ليبيا. و(الزليس) هو نوع من السجاد المحوك من الصوف الذي يحتفظ بلونه الطبيعي الأمر الذي يبرّر تسميته التي تعني (الفخار) لمشابهته لونه.
أما المرقوم فكان من النوع الثقيل والطويل وكان يستعمل ستائر أو للتعليق على الحائط وكان البدويون أو أنصاف البدويين من العرب يستعملونه كأغطية للفراش وكان هذا النوع من السجاد يحاك عادة مخططاً بألوان حمراء أو سوداء أو ومادية وكانت مقاييسه تتراوح من 19 الى 25 قدما في الطول وستة أقدام في العرض.
وكان لسجاد مصراتة صفتان منفرتان هما نوعيته غير الموثوق فيها والأخطاء في قياساته أو أشكاله والذي كان يسبب هذه الأخطاء إنما كانت الأنواع القديمة التي كان إنتاجها غير سليم تماما غير أن بعض الحرفين استطاعوا على الرغم من استخدامهم هذه الأنوال نفسها أن ينتجوا بساطاتٍ عالية الجودة في أشكالها وألوانها ودقّة مقاييسها وكثافة نسجها ويظن كثير من الخبراء أنه بالامكان أن تصبح هذه السجاجيد ذات قيمة كبيرة واستحقاق للعرض في كل مكان إذا ما حسّنت الأنوال المستعملة مع الإبقاء على بساطة استعمالها وإذا ما حسن انتاج الصوف ووجه انتباه أكبر الى الأشكال المحوكة على السجاجيد . وكان معدل الانتاج السنوي حوالى (7.000) سجادة قيمتها الإجمالية حوالى (20.000) ليرة تركية وكان معظم سجاد مصراتة يصدر الى مصر وبرقة. (عن الرائد أ. كاكيا).
نسيج الحريري في طرابلس:
وكانت تصنع في الإقليم الطرابلسي، أنواع كثيرة من الحوالي النسائية الحريرية متعددة الألوان وكان أحسن تلك الأنواع الوردي المطبق والخمسي المطبق وحب الرمان وكان النوع الأخير منها يدخل فيه خيوط حريرية وكان تقليد (حبّ الرمانّ) يحتوي على معدن أبيض يحل محل الحرير الأصلي (والمقصود به خيط التل الفضي) وهذا النوع المقلد كان اللباس التقليدي للعروس البدوية أما العروس العربية أو اليهودية فكانت ترتدي النوع الذي يدخل فيه الحرير الأصلي مع خيوط من الذهب والفضة.
وكان سوق طرابلس للأردية هو سوق الرباع القديم حيث كان يجيء الزبائن كما أن أصحاب الصناعة أيضاً كانوا يجيئونه ليبيعوا إنتاجهم من التجار بواسطة المزاد عادة.
وكانت صناعة الحرير في طرابلس أشبه بصناعة منزلية يقوم بها بعض اليهود وكانت الأدوات المستعملة في هذه الصناعة بسيطة وبدائية فهي مصنوعة من الخشب وتدار بواسطة اليد وكان التعامل في سوق طرابلس الحريري بالحرير الصيني الذي يستورد عبر مرسيليا.
ولم يكن ينافس الحرير الصيني من ناحية الاعتدال في الثمن سوى الحرير الإيطالي المعروف باسم (دوبيني) ولكنه لم يكن مرغوباً عند الحاكة المحليين الذين كانوا يحتاجون خيوطاً سميكة وصافية وقوية ومغزولة بشكل متسق ومطرد وفي السنوات التالية استعمل الحرير الإيطالي (دوبيني) في صناعة المنتوجات الرخيصة التي كان معظمها لاستهلاك أهالي البلاد في المناطق الداخلية. وكان صبغ الحرير غير مركز الألوان وغير جيد الإتقان.
وكانت الحوالي الحريرية تحاك للنساء المسلمات واليهوديات في طرابلس على يد حرفيين ذوي مهارة فائقة وكان مقياس هذه القطع الحريرية (12) قدماً بخمسة اقدام وسعرها ثلاثة قروش عن كل أونسة وكان معدل وزن القطعة منها يتراوح بين (22 و 25) أونسة وقد تحاك هذه الحوالي بخيوط معدنية من ذهب أو فضة ويكون سعرها عند ذلك أكبر وذلك بحسب كمية المعدن المستعملة في صنعها وأكثر ما كانت تستعمل هذه الحوالي هو في هدايا الزواج.
وكان في طرابلس حي اسمه (سوق الحرير) وأكثرهم فيه من المسلمين الذين يتاجرون بالحوالي عن طريق العمولة التي يدفعها المشتري.(ولم يكن هناك تجار جملة للحوالي في طرابلس ولكن عملية الشراء كانت تتم بالتوصية وإعطاء العربون / المواصفات المطلوبه.).
وقدر انتاج الحوالي الحريرية في السنة ب (8.000) قطعة قيمتها حوالي (5.000) ليرة تركية وكان معظم الإنتاج يباع في طرابلس الغرب ويصدر الباقي إلى برقة ومصر وقد كان حاكة طرابلس يتولون صنع أنواع من الملابس الأوروبية الحريرية وأنواع من الحزامات العربية الملونة الواناً زاهية كما كانوا يصنعون مناديل كانت نساء العرب واليهود يغطين رؤوسهن بها.
وفيما يلي قائمة بأهم الأنواع الحريرية التي كانت تنتج:
1 – حولي الوزرة: وكانت تلبسه نساء العرب واليهود في المدن وهو مصنوع من الحرير المغزول والمصبوغ في طرابلس وكان لونه أصفر قاتماً مع خيوط فضية أو ذهبية وأكثر ما استعمل للأفراح.
2 – حولي قالب سعفي: وهذا النوع كسابقه غير أن لونه أرجواني أو أصفر مع بعض خيوط حريرية وكان يستعمل أيضا في احتفالات الزواج.
3 – حولي صوراني: كسابقيه ولكن لونه كان يضرب إلى الأزرق السماوي مع مربعات صفراء.
4 – حولي ملايات أحمر: وهو كالذي سبقه ولونه أحمر مع مربعات بيضاء وحمراء وأطرافه موشحة بالأبيض أو بالأسود المصفر.
5 – الحزام: ويصنع من الحرير الصيني المغزول والمصبوغ في طرابلس وكانت ألوانه زاهية متعددة وكانت تدخل بعضها خيوط حريرية.
6 – المحرمة: لنساء العرب واليهود وكانت من الحرير المغزول والمصبوغ في طرابلس.
7 – الكسوة: وهي لباس أوروبي مقياسه 13 قدماً بخمسة أقدام وكان يصنع من الحرير الصيني المغزول والمحوك والمصبوغ في طرابلس.(عن الرائد أنتوني ج . كاكيا).
وبهذا السرد التاريخي الملخص نختم الجزء الأول من مقالة النسيج، وفي الجزء التالي سنتكلم عن تفاصيل صناعة المسدة النفوسية (زطَّا) ونذكر بعضاً من شوهده، لعل الله يوفقنا، وإليه المآل.
انتهى الباب الأول بحمد الله
 الباحثة الليبية \سعاد أحمد بوبرنوسة / طرابلس – ليبيا – مايو-2006

 

 
دعم : إنشاء المواقع | قوالب جوني | قوالب ماس | قوالب بلوجر عربية ومجانية
© 2011. amazigh press أمازيغ بريس - جميع الحقوق محفوظة
عدله إنشاء المواقع - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية
بدعم من بلوجر